لن ينسى أي ايطالي أو أي عاشق لنادي انترناسيونال ميلان لكرة القدم، مساء الثلثاء 23 تشرين الثاني نوفمبر 2005، الليلة التي شهدت مباراة انتر في المرحلة الخامسة للمجموعة الثامنة في دوري ابطال اوروبا، والفوز السهل الكبير على ارتيميديا السلوفاكي 4- صفر والصعود الى الدور التالي. الليلة الباردة سجلت حدثاً فريداً في تاريخ النادي الذي تأسس في مطلع القرن الماضي، وهي المرة الاولى التي يخلو ملعب سان سيرو العملاق في مدينة ميلانو من أي لاعب ايطالي في تشكيلة الفريق، ومن أي متفرج ايطالي في المدرجات، وكان المدرب الايطالي مانشيني اختار تشكيلة من أحد عشر لاعباً اجنبياً لبدء اللقاء، وأكمل انتر عقوبة الاتحاد الاوروبي بإقامة 4 مباريات له على ملعبه من دون حضور جماهيري، وهي الاخيرة للفريق خلف ابواب مغلقة، مانشيني اختار الحارس البرازيلي خوليو سيزار على حساب الحارس الايطالي الدولي فرانشيسكو تولدو الذي جلس احتياطياً، والاخير هو أغلى حارس مرمى في تاريخ اللعبة. وضمت تشكيلة ميلان خمسة لاعبين من الارجنتين، كابتن الفريق خافيير زانيتي، ولاعب الوسط خوان سباسيتان فيرون، وزميله استيبان كامبياسو، ونجما ريال مدريد الاسباني السابقان والترصمويل وسانتياغو سولاري، والهداف البرازيلي ادريانو، والمدافع الكولومبي ايفان كوردوبا، والثعلب الاوروغواني الفارو ريكوبا، وصاحب الكرة الذهبية لعام 2000 نجم ريال مدريد السابق ايضاً البرتغالي لويس فيغو، والمدافع الكاميروني الذي اهدر ركلة الجزاء الحاسمة ضد مصر في ختام تصفيات مونديال 2006 بيير وومي. وجلس الايطاليان الدوليان ماركوماتيراتزي وكريسيتانو زانيتي على مقاعد البدلاء، مع الارجنتيني نيكولاس بورديسو، والنيجيري او بافيمي مارتينيز، واليوغوسلافي ديجان مستانكوفيتش، والارجنتيني خوليو كروز، وشارك بورديسو وستانكوفيتش بدلاً من فيغو وفيرون، قبل أن يكسر زانيتي حاجز الغياب الايطالي باشتراكه بعد 66 دقيقة بدلاً من كوردوبا. ولا يمثل 11 لاعباً اجنبيا بدأوا المباراة أو اثنان من البدلاء الذين شاركوا كل الكتيبة غير الايطالية في صفوف انترميلان، ولكن قائمته في البطولة الاوروبية عامرة بسبعة آخرين من اللاعبين الاجانب، هم اليوغوسلافي مينسياميها يلوفيتش، والبرازيلي زي ماريا، والشيلي دفيذ بيتزارو، والارجنتيني كيلي غونزاليز، والعاجي عبد الله ديارا، والكاميروني دانييل بومسونغ، والغاني كيري مباتنغ. ويحتل لاعبو قارة اميركا الجنوبية - لاسيما القادمون من الارجنتين - الصدارة لدى انترميلان، وهم 14 لاعباً، نصفهم من الارجنتين، وللأفارقة 5 مقاعد في صفوف الفريق الازرق والاسود، وليس بينهم أي لاعب عربي، ولا وجود للاوروبيين إلا لثلاثة فقط. المباراة التاريخية حملت احداثاً مهمة اخرى لعشاق انترميلان، ابرزها انها رقم 50 للمهاجم المحبوب ريكوبا في مسابقات الاندية الاوروبية، وأنها أنهت جفافاً عن التهديف طال ثلاثة شهور ونصف الشهر للنجم البرازيلي ادريانو في دوري ابطال اوروبا، ولم يسجل أدريانو مطلقاً منذ هز شباك شاختار دونتسك الاوكراني في 10 آب اغسطس الماضي، واذا بالحظ يبتسم له تماماً بثلاثة اهداف في 26 دقيقة فقط، واكتمل الامر باحراز لويس فيغو هدفه الاول في المسابقة الاوروبية مع الانتر بعد انتقاله من ريال مدريد.