قد لا تصنف مباراة الدور الثاني من دوري كأس ابطال اوروبا بين برشلونة الاسباني وتشلسي الانكليزي على انها بين عملاقين تاريخيين، الا انها تبرز على انها بين الفريقين الاكثر اثارة وتشويقاً حالياً في بلديهما. فعدا على ان كلاهما يتصدر دوري بلاده بفارق مريح، فان العنصر الاخر المشترك الذي يربطهما هو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي ربما يعد من ابرز المدربين في الدوري الانكليزي، ويصفه البعض بأفضل مدرب في الحقبة الحديثة، وهو وصف نفسه بانه "من نوع خاص"، لكن كل ما حققه في بورتو البرتغالي ومع تشلسي حالياً يحير الكتالونيين الذين عرفوه مساعداً مغموراً ومحدود القدرات ضمن الهيئة الادارية في برشلونة قبل 9 سنوات. اليوم الاربعاء يعود مورينيو الى "نو كامب" "ملكاً" على عرش المدربين الصاعدين، لكن الكثيرين في برشلونة يتساءلون عن سر الصعود المفاجئ والنجاحات الساحقة التي حققها في العامين الاخيرين، وشافي هيرنانديز، وهو احد اللاعبين، الى جانب كارلوس بويول، الذين عاشروا مورينيو في برشلونة قبل اربع سنوات ويتذكرونه جيداً، يقول: "انها صدمة كبيرة لانه بدأ هنا مساعداً لبوبي روبسون والان هو مدرب ناجح وفي الواقع من ابرز المدربين في العالم، هذه هي كرة القدم، فهو جاء الى هنا برشلونة مترجم لروبسون وظل في النادي بعد رحيل المدرب الانكليزي ومجيء الهولندي لويس فان غال الذي احبه وزاد من مهماته وانظر اليه الان وماذا حقق انه امر يفوق التصديق". ويقول بويول: "انا تفاجأت جداً لما حققه من نجاحات فهو كان مساعداً عادياً ولم تكن هناك اي مؤشرات الى تميزه في حقل التدريب، وحقيقة انا صدمت عندما عينه بورتو مدرباً له وحقيقة انه قاده الى احراز كأس الاتحاد الاوروبي ودوري ابطال اوروبا في عامين يبدو حلماً لي يستحيل تصديقه". ويقول المدافع البيرت فيرر الذي لعب لبرشلونة وكان اساسياً عندما انضم مورينيو الى الهيئة التدريبية في العام 1996 وايضاً لعب لتشلسي: "كان مورينيو الرقم اربعة في الهيئة التدريبية بعد رحيل روبسون، فكان فان غال اولاً تلاه مساعداه جيرارد فان در ليم وفرانز هويك، ومورينيو كان فقط عضواً في الهيئة التدريبية يساعد بتنظيم حصص التدريب وحض اللاعبين اثناء الاحماء وجمع الكرات والاجهزة التي تستخدم في حصص التدريب... كان شاباً لطيفاً والجميع تقبله خصوصاً اللاعبين الذين كانوا قريبين من سنه وفان غال تقبل هذا الامر لانه كان يستخدم مورينيو لمعرفة اسرار اللاعبين وما يدور خلف ظهره". ويعترف الرئيس السابق لبرشلونة خوان غاسبارت ان توظيف مورينيو فرض عليه فرضاً من روبسون، ويقول: "اشترط روبسون لقيادة الفريق ان يجلب معه مورينيو الذي لم يعرفه احد حينها فقبلنا هذا الشرط وعندما رحل روبسون وجاء محله فان غال وضحت معالم الاستياء على مورينيو لانه كان يأمل بان يصبح المساعد الاول للمدرب وفي تلك الفترة برزت مواهبه في وضع الخطط التكتيكية وقراءة نقاط قوى وضعف الخصوم لكن لم تسنح له الفرصة بتطبيقها في برشلونة". وخلال عامين استلم فيهما تدريب بورتو احرز مورينيو في موسمه الاول بطولة الدوري وكأس البرتغال وكأس الاتحاد الاوروبي، وفي الموسم التالي احرز بطولة الدوري وكأس دوري ابطال اوروبا والكأس السوبر لكنه فشل في الفوز بكأس البرتغال. وفي موسمه الاول مع تشلسي نجح في اعتلاء قمة الدوري بفارق 9 نقاط عن مانشستر يونايتد الثاني وحجز موعداً لخوض المباراة النهائية لكأس المحترفين، لكنه خرج من الدور الخامس من كأس انكلترا امام نيوكاسل ليحرمه من امكان احراز رباعية تاريخية. لكنه فرض نفسه في الحرب السيكولوجية مع المخضرمين اليكس فيرغسون وآرسين فينغر، وبدأ بشن هجوم على مدرب برشلونة الهولندي فرانك رايكارد معتبراً ان انجازاته تفوق ما حققه المدرب الهولندي. وعن شعوره تجاه برشلونة قال مورينيو: "انا لست غيوراً من برشلونة، فهو ناد عمره 100 سنة واحرز كأس دوري الابطال مرة واحدة فقط وانا اصبحت مدرباً منذ خمس سنوات فقط ولدي العدد نفسه".