تحت العنوان"احظروا حزب الله في اوروبا"كتب الليكودي المتطرف ماثيو ليفيت مقالاً وزعه معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى سأترجم فقرة طويلة منه: موضوع حظر حزب الله في اوروبا عاد الى الواجهة بطلب من مسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية. وقال مسؤول فلسطيني:"اننا نعرف ان حزب الله يحاول تجنيد انتحاريين باسم كتائب الاقصى للقيام بعمليات قد تخرب الهدنة. والواقع انه قبل ساعات من اعلان الهدنة اطلق اعضاء في كتائب الاقصى النار على سيارة قرب مستوطنة اسرائيلية في الضفة الغربية ثم هاجموا وحدة عسكرية ارسلت للتحقيق في اطلاق النار. وأشار مسؤول آخر في السلطة الوطنية الى رصد اتصالات الكترونية وتحويلات مصرفية تظهر ان حزب الله زاد دفعاته الى الارهابيين."والآن هم مستعدون لدفع مئة ألف دولار لعملية كاملة، بعد ان كانوا في الماضي يدفعون 20 ألفاً رفعوها الى 50 ألفاً". والواقع ان خلال اجتماع في بيروت في اواخر الشهر الماضي، وفيما البحث جار في وقف اطلاق النار، اعلن الشيخ حسن نصرالله والأخ خالد مشعل ان المقاومة ضد اسرائيل هي الخيار الوحيد الى ان تتحرر"فلسطين كلها". وعلق مسؤول فلسطيني"ان حزب الله وايران غير راضيين عن جهود محمود عباس لتحقيق وقف اطلاق نار مع اسرائيل واستئناف المفاوضات مع اسرائيل. لذلك فنحن لا نستبعد ان يحاولا قتله اذا واصل هذه السياسة". هل لاحظ القارئ شيئاً في هذا الكلام؟ هناك عبارات"مسؤولين في السلطة"، ثم"مسؤول فلسطيني"و"مسؤول في السلطة الوطنية"، وأيضاً"مسؤول فلسطيني". من هم هؤلاء المسؤولون، او المسؤول؟ ما هي اسماؤهم؟ المسؤول الفلسطيني الذي يحدث ليكودي متطرف من نوع ليفيت يكذب عليه او يخون قضيته، وأريد ان اعرف اسمه اذا كان موجوداً، فالكاتب يرتزق من التأليف عن حزب الله وحماس والارهاب، ولا يرى دم بنات المدارس على يدي آرييل شارون. واذا كان مسؤول فلسطيني حدثه فعلاً فهذا المسؤول كاذب لأن السلطة الوطنية يعني ابو مازن، وهو اشار الى خطر حزب الله، الا انه لم يطلب حظره، وأسباب ابو مازن سأعود اليها قرب نهاية هذه السطور، فقد عرفت الرجل على مدى سنوات وعقود، واتصالي به دائم، وهو يستطيع ان يقول من اخطأ ومن اصاب. لا ادري اذا كان المسؤولون، والمسؤول هم الشخص نفسه او عدة اشخاص، ولا يهمني هذا ولكن لاحظت ان ليفيت في كلام مباشر على لسان مسؤول مزعوم يقول ان"ايران وحزب الله غير راضيين عن عباس وهناك خطأ في النقل ان لم يكن في تأليف روائي، فلا احد بيننا اطلاقاً يسمي ابو مازن"عباس"، وقد يقال في ما ندر محمود عباس، ولكن الاسم الغالب هو ابو مازن، اما"عباس"ابتر فليس من لهجتنا. وكنت عندما ترجمت عن مقال ماثيو ليفيت زدت بين اقواس كبيرة كلمات"الفلسطينية"، و"الشيخ"، و"الأخ"، لأن هذه الكلمات ليست في النص الاصلي، والفارق انني دخلت الصحافة من طريق وكالة رويترز، وهو جاء من طريق مكتب التحقيق الفيديرالي او غيره. في اهمية ما سبق انني تلقيت مقال ماثيو ليفيت بالبريد الالكتروني الاربعاء وهو اليوم نفسه الذي تلقيت من السفارة الاسرائيلية في لندن بياناً صحافياً عن حديث وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم مع صحافيين كبار في لندن ذلك اليوم خلال زيارة للندن. وكانت اول نقطة في حديث شالوم عن حزب الله، بحسب بيان السفارة، فقال:"التهديد الاساسي للمنطقة اليوم يأتي من حزب الله وهو يمثل تهديداً لأبو مازن، وليس لنا وحدنا لأن حزب الله يرعى نشاطات ارهابية ويريد تعطيل التقدم". ويبدو ان الوزير زار لندن لحضور مأدبة عشاء لجمع السندات الاسرائيلية قال فيها عن حزب الله ايضاً"ان الفلسطينيين بحاجة الى مساعدة، خصوصاً في التعامل مع حزب الله الذي زاد كثيراً في السنة الماضية تدخله في الارهاب الفلسطيني، وأصبح احد اكبر الاخطار على ابو مازن". هل هو توارد خواطر او مصادر ان يكتب ليفيت عن حزب الله وان يتحدث شالوم، في يوم واحد؟ الموضوع ليس حزب الله، او الفلسطينيين او ابو مازن، وانما ايران، وما تملك من منشآت نووية، وهل هذه المنشآت لأغراض سلمية كما تقول طهران، او لانتاج اسلحة نووية كما تقول اسرائيل والولاياتالمتحدة. الحملة على ايران اسرائيلية يروج لها انصارها في الولاياتالمتحدة امثال ماثيو ليفيت وعصابة المحافظين الجدد. وأمس قرأت في"نيويورك تايمز"ان ادارة بوش تضغط على الحكومات الاوروبية لاعتبار حزب الله منظمة ارهابية، كما تعتبره الحكومة الاميركية. وقالت الجريدة ان فرنسا رفضت طلبات من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومن شالوم، في هذا الاتجاه لأن فرنسا تعتبر حزب الله جزءاً من الحياة السياسية اللبنانية وله اعضاء في البرلمان. واصدق"نيويورك تايمز"كما لا اصدق ليفيت عندما تقول ان الرئيس محمود عباس اعرب لمسؤولين اميركيين واسرائيليين عن خوفه من ان يحاول حزب الله تعطيل عملية السلام بمهاجمة اهداف اسرائيلية. ابو مازن يقول هذا حتى"يحفظ خط الرجعة"كما نقول، فله تجربة سابقة مع آرييل شارون ولا يريده ان يستغل حجة أي عملية مسلحة ليلغي الهدنة، كما فعل في صيف 2003، عندما نفذ اغتيالاً بعد اغتيال وردت عليه المقاومة الاسلامية فنقض الهدنة. غير ان آخر ما يحتاج اليه ابو مازن هو ان يدخل طرفاً مع حزب الله او ضده، فالحرب على الحزب، وايران من ورائه، اسرائيلية اهدافها غير اهداف الفلسطينيين، او العرب والمسلمين.