استيقظت شبه القارة الهندية أمس على زلزال عنيف بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، ويرجح أن تبلغ حصيلة ضحاياه آلاف القتلى، بعدما ضرب باكستانوالهند وأفغانستان. راجع ص7 كما رجّح الجيش الباكستاني سقوط آلاف القتلى في باكستان، حيث سجلت هزات ارتدادية قوية أثارت الهلع مجدداً بين السكان لا سيما في إسلام آباد. وفي العاصمة إسلام آباد، بدت كتل خرسانية ضخمة على الأرض وانهار مبنى حديث من طبقات عدة، وسعت فرق الإنقاذ بالجرافات إلى إخراج عشرات الأشخاص العالقين تحت الأنقاض. وتمكن رجال الإنقاذ من انتشال عدد من جثث ضحايا الزلزال، بينهم جثة مهندس مصري يعمل في إحدى الشركات. وقال ناصر الحسن، وهو خبير اتصالات فلسطيني يعمل في شركة"موتورولا"في إسلام آباد، ويسكن في الطابق الخامس من إحدى البنايات المنهارة، ل"الحياة"إنه كان يحاول فتح الباب حين شعر بالزلزال. وزاد أنه نصح أحدهم بالقفز. واضاف:"لم يستغرق الأمر أكثر من دقيقة، أخذت هاتفي النقال وقفزت من شرفة الشقة إلى الطابق الأسفل ورحت اصرخ كي يغادر سكان المنزل قبل انهيار المبنى". ودمر 90 في المئة من منازل ثلاث بلدات في إقليم منسهرا القريب من العاصمة الباكستانية. وأفادت تقارير عن انتشال جثث مئتي وخمسين فتاة من مدرسة دمرها الزلزال في شمال غربي باكستان. وأكدت مؤسسة"أوكسفام"للإغاثة أن المنطقة التي تسيطر عليها باكستان من إقليم كشمير هي الأكثر تضرراً بالزلزال، معلنةً عن حاجة طارئة إلى المعونة. وقتل أكثر من مئتي شخص من بينهم 20 جندياً على طول الخط الفاصل بين منطقتي كشمير الباكستانيةوالهندية حيث التوتر مستمر منذ عقود بين البلدين. وقتل جندي آخر بانهيار موقع عسكري في إقليم بوونش الجنوبي كما أكد الجيش. وسارع رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز إلى عقد جلسة طارئة وتشكيل لجنة وزارية للتعامل مع الزلزال وتبعاته، وأعلنت الحكومة الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، معتبرةً هزارة وكشمير مناطق منكوبة بحاجة إلى مساعدات عاجلة وإقامة مخيمات إغاثة. وأرسل الجيش الباكستاني مواد طبية وفرقاً للإنقاذ إلى شمال البلاد على متن مروحيات. وأعلن عزيز عن حاجة بلاده إلى مساعدات مالية وفرق متخصصة في انتشال المحاصرين تحت الأنقاض. وعرض الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات عاجلة وأموال إلى باكستان، في حين أكدت بريطانيا أنها سترسل فريقاً طبياً للإنقاذ مكوناً من 60 شخصاً. وعرضت تركيا وألمانيا واليونان تقديم معونات عاجلة. ودعي الدفاع المدني التركي والهلال الأحمر إلى البقاء في حال تأهب تحسباً لطلب مساعدة من باكستان. في ستراسبورغ ا ف ب، اكد خبير في مرصد علوم الارض ان الزلزال الذي ضرب جنوب آسيا نجم عن ارتطام قارتين هما القارة الهندية والصفيحة الاوراسية. واوضح هنري ان"القارة الهندية تتجه شمالاً بمعدل سنتيمترين في السنة فتتسبب بزلازل كارثية. وزلزال السبت لم يكن للأسف غريبا، لانه من الزلازل الناجمة عن حركة الصفائح الارضية". وقال ان"تحرك القارة الهندية باتجاه الشمال مستمر منذ ملايين السنين وكان وراء نشوء جبال همالايا الشاهقة والتي لا تزال في طور التكوين"، موضحا ان"الصفيحة الهندية تمر تحت الصفيحة الاوراسية بقليل". وقال خبير آخر في مرصد ستراسبورغ ان الزلزال حدث في"منطقة غير بعيدة عن الحدود بين افغانستانوباكستان والصين، على عمق يقدر بنحو 30 كيلومترا في المعدل، وقوته المدمرة سببها بصورة اساسية ضعف المباني". وحدد مركز الزلزال على خط العرض 34.11 شمالا وخط الطول 75.40 شرقا، على بعد نحو مئة كيلومتر شرق سريناغار، العاصمة الصيفية لكشمير الهندية. واهم البلدات القريبة من مركز الهزة هي بلتال، وارو في الهند. وتقع الاولى على بعد 25 كيلومترا شمال غربي مركز الزلزال والثانية على بعد 40 كيلومترا غربه. ويعود اخر زلزال بقوة تزيد على 7 درجات في المنطقة الى 10 تشرين الاول اكتوبر 1991. وبلغت قوته حينها 7.1 درجة.