المساحات الواسعة في صفحات الرياضة في الصحف المصرية - وما أكثرها - لم تتجه إلى حدث الساعة، وهو لقاء الكاميرون ضدّ مصر في ياوندي السبت المقبل في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2006. الإغراق في المحلية وفي التعصب وفي الإثارة ملأ المساحات في الحديث والجدل حول الحكم الدولي الليبي عبدالحكيم الشيلماني الذي اختاره الاتحاد الأفريقي لإدارة مباراة الإياب بين الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا في القاهرة بعد 12 يوماً. أنصار الزمالك - أو الماكينة الإعلامية البيضاء - تحركوا بسرعة للتأثير والضغط على الحكم الليبي بإفشاء إشاعات عن اعتراض النادي رسمياً على اختياره، وخرجت من إدارة الزمالك أخبار حول التقدم بطلب للاتحاد الأفريقي بضرورة تغيير الحكم بداعي ظلمه الفريق في مباراة الصفاقسي التونسي في نصف نهائي دوري كل العرب في بيروت العام الماضي. وانتظر المسؤولون في الاتحاد الأفريقي وصول احتجاج الزمالك، لكنه لم يصل لأنه لم يخرج من أبواب النادي. الماكينة الإعلامية الحمراء الخاصة بالأهلي لم تترك القضية من دون تدخل، وبادرت إلى تنظيم حملة مضادة من طريق تصريحات لمدير الكرة حسام البدري الذي أكد أن الأهلي كان الأكثر تضرراً من الحكم الشيلماني في مباراته ضد النجم الساحلي التونسي في البطولة العربية، ولم يحتسب الشيلماني في تلك المباراة هدفاً للأهلي وتجاهل ركلتي جزاء مؤكدتين، ومع ذلك رفض الأهلي الاحتجاج على الشيلماني عقب المباراة، ولم يضع في حساباته تلك الواقعة عندما اختاره الاتحاد الأفريقي لإدارة مباراة الزمالك، وأشار البدري إلى أن دوافع الزمالك معروفة في الاعتراض على الشيلماني. المؤسف أن الصحافة المصرية المنقسمة بين الناديين الكبيرين كشفت كل أخطاء الشيلماني في مبارياته السابقة ضد الفريقين، وتجاهلت وجود الحكم الليبي الكفء في مباراتي الزمالك ضد الرجاء المغربي والأهلي ضد صن دوانز الجنوب أفريقي عام 2002، وفاز خلالهما الزمالك بكأس دوري أبطال أفريقيا وفاز الأهلي بكأس السوبر الأفريقية.