اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الطارئ في بروكسيل أمس، على تخصيص 1.5 بليون يورو لمنكوبي الزلزال ومد"تسونامي"في آسيا، توفرها الموازنة المشتركة والبلدان الأعضاء وتنفق جزئياً على شكل هبات في مجالات الإغاثة العاجلة وضمن خطة لإعادة الإعمار على المدى الطويل. راجع ص 8 وأعرب الاتحاد عن استعداده للمساهمة في وضع نظام الإنذار المبكر للزلازل وقدرات الرد السريع على الكوارث الطبيعية، تعلن لاحقاً في مؤتمر في مدينة كوبي في اليابان. وأكد المجتمعون دعمهم الدور الريادي الذي تتولاه الأممالمتحدة، مطالبين بالتعجيل في الانتقال من"مرحلة الاغاثة الى مرحلة اعادة الاعمار في المدى الطويل". كما ناقش الاجتماع تشجيع الدعوات لتخفيف الديون عن البلدان المتضررة، والتي سيتخذ القرار في شأنها في اطار نادي باريس للدول المانحة الذي يعقد اجتماعه في فرنسا الشهر المقبل. وفي هذا الاطار، أبدى وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر تحفظه ازاء مطلب فرنسا تسلم مهمة تنسيق المساعدات للضحايا داخل الاتحاد. ميدانياً، أعلن وزير الدفاع الياباني وشينوري اونوي عزم بلاده على ارسال ما يصل الى الف عسكري للمساعدة في جهود الاغاثة في اندونيسيا، لتكون تلك اكبر قوة ترسلها اليابان خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت العاصمة الاندونيسية جاكرتا شهدت اول من أمس، قمة دولية لمناقشة وضع الدول المنكوبة ومساعدتها، استغل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مشاركته فيها للقيام بجولة في إقليم آتشيه أمس، فيما زار وزير الخارجية الأميركي كولن باول سريلانكا لمتابعة الوضع هناك. وقال انان أنه لم ير قط دماراً مماثلاً، مطالباً زعماء العالم باحترام تعهداتهم بالمساعدات، مذكراً اياهم باخفاقهم في تقديم المعونات التي تعهدوا بها بعد زلزال بم في ايران العام الماضي. كذلك قام وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بعد انتهاء المؤتمر بزيارة لمنتجع بوكيت التايلاندي المدمر حيث اعرب عن اعتقاده ان عدد الضحايا البريطانيين في كارثة"تسونامي"قد يصل الى 044 قتيلاً، تأكدت وفاة 94 منهم. وفي موازاة ذلك، اعربت مصادر أميركية وأسترالية وكورية جنوبية في إندونيسيا أمس، عن مخاوفها من تحول عمال الإغاثة إلى أهداف لعمليات إرهابية، مع رصد مشاركة لجماعة"عسكر المجاهدين"الإسلامية التي تربطها واشنطن بتنظيم"القاعدة"، في عمليات الإنقاذ في إقليم آتشيه في جزيرة سومطرة الإندونيسية، خصوصاً بعد رفع افراد الجماعة يافطة قرب مطار باندا آتشيه كتب عليها باللغة الإنكليزية:"تطبيق الشريعة الإسلامية". وأكدت مصادر في المنطقة، قيام الجماعة التي تتهم بمطاردة وقتل المسيحيين خلال الصراع الطائفي الطويل في إندونيسيا، بالمساهمة في عمليات جمع الجثث وتوزيع الأغذية، إلى جانب العمل على نشر تعاليم الإسلام في مخيمات اللاجئين.