انطلق منتدى"دافوس"الاقتصادي العالمي في المنتجع السويسري الذي يحمل اسمه أمس، وسط إجراءات أمنية مشّددة، وفي حضور 2200 رجل أعمال وسياسي ورئيس دولة وصناعي ومصرفي ومستشار، في مقدمهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الجنوب أفريقي ثابو مبيكي، اضافة الى المستشار الألماني غيرهارد شرودر ورئيسي البرازيل ونيجيريا، فيما غاب كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وعجز الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن الحضور بسبب رداءة الطقس. من الإرهاب إلى البيئة والفقر وتصدرت البيئة والتغييرات المناخية ومد أمواج"تسونامي"أجندة المنتدى الذي يستغرق خمسة أيام، ويجرى تحت إشراف رئيسه ومؤسسه البروفسور كلاوس شواب والرئيس السويسري صمويل شميد. ويتناول المجتمعون في 220 جلسة قضايا تراوح من القوة الاقتصادية للصين وصولاً إلى مستقبل العراق بعد الانتخابات المرتقبة الأحد المقبل. كما تشكل سبل مكافحة الفقر في العالم والشرق الاوسط والسياسة الخارجية الاميركية والتجارة العالمية، مواضيع ساخنة على جدول هذا العام، والذي تعقد اجتماعاته تحت شعار"تبني المسؤولية عن خيارات صعبة". وكان المنظمون دأبوا منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، على جعل مكافحة الإرهاب محور لقائهم. جدول الأعمال وافتتح المنتدى بكلمة لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ركز خلالها على خطط التنمية في قارة أفريقيا، ومسألة الاحتباس الحراري. وفي ما يتعلق بالجلسة الخاصة لمواجهة أمواج المد العاتية، كان من المقرر أن يترأسها الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ، إلا أنه اعتذر عن الحضور لانشغاله بالوضع في بلاده، فيما يحضرها وزراء الدول المتضررة من أمواج مد"تسونامي". وفي وقت يعتبر الفقر ومرض الإيدز أبرز التحديات التي تواجه القارة السمراء على وجه الخصوص، دعا المنتدى وجوهاً اشتهرت بالدفاع عن القضايا الإنسانية، ومنها ماري روبنسون المفوضة السامية لحقوق الإنسان السابقة التي تنحت عن ولاياتها الثانية بضغوط أميركية، وأوغاتا ساداكوا التي كانت مفوضة سامية لمفوضية اللاجئين والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لي جونغ ووك، لينضموا إلى دورة دافوس لهذا العام. ومن بين الجلسات أيضاً 12 جلسة تعنى بالقضايا الأوروبية، منها جلسة يترأسها الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يوتشينكو، وأخرى ستناقش مستقبل أوروبا وانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب المستشار الألماني غيرهارد شرودر. وتناقش جلسات أخرى التحديات التي تواجه الإسلام، بمشاركة زعماء عرب، في مقدمهم الأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، وشخصيات من البحرين والإمارات، وعدد من المفكرين، اضافة الى جمال مبارك نجل الرئيس المصري. وخصصت جلسات أخرى للتنمية الجديدة في الشرق الأوسط، وللاردن حصة كبيرة فيها. حضور فلسطيني ويتوقع ان يأتي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. ويطمح منظمو المنتدى الى احياء الحوار الإسرائيلي - الفلسطيني، ذلك ان شخصيات إسرائيلية مهمة تشارك في دافوس مثل وزير الخارجية سيلفان شالوم. ومن المقرر تنظيم نقاش اليوم بين الرئيس النيجيري اوليسيغون اوباسانجو ونظيره الجنوب افريقي ثابو مبيكي والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ومؤسس شركة"مايكروسوفت"بيل غيتس والمغني الايرلندي بونو. غياب أميركي وحاول منظمو المنتدى التقليل من أهمية ضعف المشاركة الأميركية بالإشارة إلى أن إدارة بوش الجديدة ما زالت ترتب أوراقها، وأن مجلس الشيوخ لم يوافق بعد على الكثير من الترشيحات للمناصب الوزارية. ومن المقرر مشاركة نحو عشرة من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين في الاجتماعات ومن بينهم عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وأورن هاتش والعضوان الديموقراطيان جوزيف بيدن وكريستوفر دود، إلى جانب سناتور ماساتشوستس جون كيري. وكان مقرراً أن يشارك الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمرة الاولى في منتدى دافوس، ليعرض"اقتراحات ملموسة"لفرض ضريبة دولية لتمويل تنمية الدول الفقيرة. وجاء في بيان لمكتب شيراك انه"نظراً الى سوء الأحوال الجوية أبلغتنا السلطات السويسرية أن نقل الرئيس من زيوريخ الى دافوس غير ممكن". وأضاف انه"نظراً إلى أن شيراك سيكون متواجداً في اوشفيتز صباح اليوم الخميس فان الرئيس لا يمكنه الذهاب الى دافوس وسيتحدث الى المنتدى عبر دائرة تلفزيونية مغلقة". ويتوقع أن يشهد اليوم الأخير تظاهرات عنيفة منددة بالعولمة، فيما استعدت القوات الأمنية منذ اليوم الأول للقاء لمواجهة أعمال الشغب.