توقع أعلى مسؤول عسكري اميركي في العراق حصول أعمال عنف في يوم الانتخابات في 30 كانون الثاني يناير الجاري، بل حتى استمرارها بعد عمليات الاقتراع. وقال الجنرال جورج كايسي"نحن الاميركيون وقوات الأمن العراقية سنفعل كل ما بوسعنا لضمان خروج المواطن العراقي والادلاء بصوته بكل أمان". واضاف في بيان"هل سيكون هناك عنف يوم الانتخابات؟ نعم". وأكد أن"العنف سيتواصل بالمستوى نفسه لبعض الوقت"، مشيراً إلى أن"التغلب على التمرد يتطلب وقتاً طويلاً كما يظهر في التاريخ". ونسب اعمال العنف الى الموالين لنظام صدام حسين السابق والمقاتلين الاجانب. وكانت السلطات العراقية اعلنت السبت تدابير أمنية مشددة لمنع المقاتلين من تنفيذ تهديدهم بتحويل الانتخابات الى حمام دم. وقال الجنرال كايسي"سيكون لدينا بين قوات التحالف وقوات الامن العراقية حوالي 300 ألف عنصر جاهزين يوم الانتخابات". ويقدر عدد القوات العراقية بحوالي مئة الف عنصر سينتشرون امام المراكز يوم الانتخابات في مهمة لضمان امن مكاتب الاقتراع فيما ستقدم لها القوات الاميركية الدعم. من جهته، اتهم نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح موالين لصدام حسين بتمويل تحالف متشابك مع متشددين اسلاميين أجانب لتنفيذ هجمات وحشية على مراكز الاقتراع اثناء الانتخابات. وقال صالح إن المعلومات التي جمعت من عشرات العملاء السابقين في مخابرات صدام وضباط في الجيش ومقاتلين اجانب اعتقلوا الاسبوع الماضي تشير الى هجوم كبير اثناء الاقتراع. وأضاف ان"لدى الحكومة العراقية فكرة جيدة بشأن ما يخططون للقيام به للهجوم على مراكز الاقتراع وخلق مناخ غير آمن لمنع السكان من التوجه للادلاء بأصواتهم". ولفت الى انه لدى هؤلاء الاشخاص خطط شريرة لاخراج العملية السياسية عن مسارها، مشيراً الى ان"زعيم تنظيم"القاعدة"اسامة بن لادن خرج أخيراً ببيان في غاية الوضوح قائلا انه لا يريد اجراء انتخابات بالعراق". وتابع صالح ان القوات العراقية ستضطلع بالمسؤولية الرئيسية في ما يتعلق بحماية مراكز الاقتراع. وأضاف ان القوات المتعددة الجنسية ستكون في مكان آخر بحيث يمكن استدعاؤها عندما تستدعي الحاجة. وأضاف ان الموالين لصدام افلتوا من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 بمبالغ مالية ضخمة تستخدم الآن في تمويل تحالف وثيق مع المتشددين الاجانب يركز على الموصل وبغداد بعد معركة الفلوجة. وكرر صالح اتهامات الحكومة العراقية بأن بعض قادة المتمردين يعمل انطلاقاً من دول مجاورة مثل سورية التي ردت بأنها تبذل قصارى جهدها لمنع المسلحين من عبور الحدود الى العراق. وعلى رغم النكسات التي مني بها المتمردون إلا أنهم أعادوا تجميع صفوفهم قبل الانتخابات. ولكن صالح، المرشح على قائمة كردية في الانتخابات، أكد أن"العراقيين لا يملكون خياراً آخر سوى المشاركة في هذه الانتخابات لبناء نظام ديمقراطي يحول العراق من ارض المقابر الجماعية والطغيان الى ارض السلام وحكم القانون". وختم صالح بالقول إن طموحه الشخصي حالياً يتمثل في ضمان اجراء الانتخابات في موعدها، وان تكون حرة ونزيهة واثبات خطأ المزاعم بأن الشرق الاوسط لا يمكن ان يحكمه سوى طغاة.