لم تأت أجواء "ستار أكاديمي 2" مشابهة لانطلاقة الدورة الأولى من المسلسل، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً قل نظيره من ناحية، وكشف عن فراغ عاطفي، فكري واجتماعي، يعيشه مجتمعنا العربي من ناحية ثانية. المقارنة بين النسخة الأولى والنسخة الثانية لن تكون عادلة... فالطلاب الجدد ما زالوا في أول الطريق، والتشويق لن يبدأ إلا بعد أسابيع، حين تحتدم المنافسة ولا يبقى في الميدان إلا الأكثر حظاً وموهبة. الجمهور العربي بات يعرف لعبة الأكاديمية، بات يعرف متى يتابع ومتى يصوت ومتى يتحمس ومتى يدافع ومتى يدعم ومتى يقاطع. اكتشف تفنن المونتاج واكتشف تلك الحبكات الرومانسية الشيقة التي تضاف الى حياة الطلاب. إلا أن "ستار أكاديمي" في نسخته الجديدة قد يحمل عناصر تشويق جديدة، من الممكن أن تشد انتباه المتفرج الذي سيتعلق حتماً بأشخاص سيرافقونه أنشطته ويومياته. ربما يكون اختيار الطلاب من العناصر الشيقة التي قد تقطف ثمارها المؤسسة اللبنانية للإرسال، في حين شكا الجمهور المتابع من أن الطلاب الجدد لا يتمتعون بقدرتهم على التأثير غفي الجمهور كما فعل طلاب السنة الماضية، يرى البعض الآخر أن تعدد الكاريكترات قد يسجل علامة لصالح البرنامج. فالأكاديمية استقبلت منذ أيام فريقاً منوعاً تضمن شخصيات لامعة وأخرى عادية، وشخصيات موهوبة وأخرى متخاذلة. لذا قد تنجح هذه التوليفة في خلق جو يحمل تناقضات قد تلفت انتباه المشاهد. وإن أخفقت الدورة الجديدة في فرز شخصية كوميدية كمحمد عطية أو شاب جذاب كأحمد أو فتاة عفوية كبهاء وحنونة كميريام ومتهورة كسينيتا. إلا أنها أفرزت شخصيات مختلفة قد تجذب جمهوراً جديداً وتخلق جواً جديداً... خلال الأسابيع الاولى، بدأ الجمهور يكون انطباعات أولية عن الشخصيات الجديدة: حنان العصفرة وطيبة قلبها، أحمد صلاح الدين وخفة دمه، كاتيا حركة وحركتها المستمرة، بشار القيسي ووسامته، أنس ومثابرته على الوصول رغم إمكانيات صوته المحدودة، أحمد حسين وهدوؤه، إيمان مزهر واندفاعها، أماني سويسي وصوتها الجميل، هشام عبد الرحمن ومقالبه، جوي باصوص وعفويتها، بشار الغزاوي ورصانته، فهد الزايد وموهبته الموسيقية، سلمى غزالي وشخصيتها الجذابة، سامر ضومط وصوته الجبلي، وأخيراً زيزي عادل وشقاوتها المحببة... شخصيات مختلفة قد تخلق نبضاً جديداً في أكاديمية استنفدت كل طاقات الجمهور العربي السنة الماضية مع شخصيات لافتة استطاعت أن تشد جميع شرائح الجمهور. بعد أن تابع الجمهور جولة البرنامج الأولى، بدأ يشكو من بعض النقاط التي لم تتفادها الأكاديمية في دورتها الجديدة. فسهرات البرايم لم تحمل أي تشويق يذكر، كما أن غياب بعض العناصر شكل علامة استفهام عند الكثيرين: فلماذا غابت المراكز الخمسة الأولى عن الحفلة الأولى ولم لم تقدم أي مفاجأة لأي من الطلاب؟ وطرح بعض النقاد تساؤلات حول طريقة توزيع الأغاني التي لم تتفادها الأكاديمية في الدورة الثانية، في حين شكلت نقطة الدفع في الدورة الماضية فظلمت بعض الأصوات، وشكا بعضها من كونهم لا يسمعون أصواتهم في الاستديو وبرز نشاز غير منطقي. أما في اليوميات، فنجح الطلاب في لفت الانتباه بعد أسبوع ممل فشنوا معارك بمعجون الأسنان وألفوا أغاني خفيفة لافتة. مساء اليوم وبعد أن يغني الطلاب مع نوال الزغبي ويوري مرقدي وحسام حبيب، يحسم التصويت مصير أحد 3 مرشحين حزموا حقائبهم للمغادرة. أنس، إيمان، وحنان. أنس وايمان يدخلان مرحلة الخطر للمرة الثانية: تكمن نقطة ضعف المشتركين في أنهما لا يملكان قدرات صوتية كبيرة. ففي الاختبار الأسبوعي أخفق المشتركان في تقديم امتحان جيد خصوصاً ان إيمان لا تجيد غناء العربية وأنساً لا يعرف تأدية النوتات الصحيحة. أما حنان التي تعاني من مشكلة أساسية، وهي عدم قدرتها على الغناء بالعربية، فضلاً عن حساسيتها المفرطة أثرا في أدائها. لعبة الأكاديمية مستمرة، والتصويت مستمر. فمن سيتابع اللعبة ويواصل مع المؤسسة اللبنانية رهانها في جذب الجمهور من ناحية، وتقديم مواهب غنائية جديدة من ناحية أخرى؟