أصيب 26 فلسطينياً بجروح متفاوتة في تظاهرة ضد بناء الجدار الفاصل في قرية بدرس قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية إن جنوداً اسرائيليين أطلقوا النار وقنابل الغاز المسيّل للدموع باتجاه مئات الفلسطينيين الذين تظاهروا ضد بناء الجدار في بلدة بُدرس وجرحوا بالحجارة أربعة جنود. وتشهد البلدة منذ شهور تظاهرات واحتجاجات قوية ضد بناء الجدار شارك فيها متضامنون أجانب واسرائيليون. في هذه الاثناء، شنت قوات الاحتلال عمليات عسكرية في عدد من المدن والبلدات في الضفة وقطاع غزة. واجتاحت عشرات الآليات العسكرية ومئات الجنود مدينة جنين شمال الضفة أمس وفرضت حظر التجول عليها. وأفادت مصادر فلسطينية أن جنوداً اسرائيليين طالبوا عبر مكبرات الصوت قائد "كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح" في جنين زكريا الزبيدي بتسليم نفسه، في وقت شنت عمليات دهم وتفتيش في منازل المدينة أفضت الى اعتقال 13 مواطناً، بينهم شقيق الزبيدي وأقارب له ومحمود ابو خليفة الملقب ب"الشيخ" الذي اغتالته اسرائيل الأسبوع الماضي. كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم شمال الضفة وسط اطلاق كثيف النار، ودهمت عدداً من المنازل واعتقلت مواطناً. واجتاحت بلدة عزون قرب مدينة قلقيلية شمال الضفة، ودهمت منازل فيها واعتقلت فلسطينياً. كما اعتقلت ثالثاً في مدينة بيت لحم جنوب الضفة، والفتاة سائدة حسين زيود 21 عاماً من بلدة سيلة الحارثية غرب جنين بحجة أنها ساعدت ناشطين على تنفيذ هجوم فاشل قبل أيام، ومواطناً من بلدة سلواد شمال شرقي رام الله وحوالي 12 من مدينة الخليل جنوب الضفة. لكن مصادر عسكرية اسرائيلية أعلنت ان الجيش اعتقل 22 فلسطينياً من مناطق مختلفة في الضفة ليل أول من أمس. احتجاج مستوطني سديروت من جهة اخرى، طالب العشرات من المستوطنين الذين تظاهروا مساء اول من امس احتجاجاً على سقوط صاروخ من طراز "قسام" المحلي الصنع على مدينة سديروت الاسرائيلية، باخلائهم من بلدتهم على غرار الاخلاء المزمع من قطاع غزة. وذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان المتظاهرين طالبوا الحكومة الاسرائيلية باخلائهم من سديروت، كما طالبوا الجيش بالتوغل في قطاع غزة و"معالجة مطلقي صواريخ القسام". واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى "الحرج" في الجيش و"الغضب الشديد" للاسرائيليين في سديروت بعد فشل منظومة الانذار المبكر التي نصبت الاسبوع الماضي لرصد صاروخ "قسام" سقط في مبنى سلطة التشغيل في المدينة. واشارت المصادر الاسرائيلية الى ان اجواء من الغضب الشديد تسود اوساط الاسرائيليين في المدينة بعد يومين فقط من تصدر نبأ نصب هذه المنظومة التي طورتها شركة "رفائيل" لنظام الانذار المبكر في سديروت الصحف الاسرائيلية، وفشله في العمل. ونقلت المصادر عن مستوطنين في مستوطنة "غوش قطيف" المقامة على اراضي القطاع انهم لم "يفاجئوا" من فشل عمل هذا النظام لان الشركة ذاتها كانت نصبت نظام انذار مبكر ضد قذائف "الهاون" التي تطلق باتجاه المستوطنة المذكورة واثبتت فشلها ايضاً. وعاد ممثلو المستوطنين في قطاع غزة مرة اخرى الى التلويح والتهديد ب"حرب اهلية" اذا نفذ رئيس الوزراء الاسرائيلي خطته بالانسحاب منه في اطار خطة "فك الارتباط". وذكرت صحيفة "معاريف" ان المستوطنين جددوا تهديداتهم خلال اجتماعهم مع وزير الامن الداخلي الاسرائيلي غدعون عيزرا الاثنين الماضي. ونقلت عن احد قادة المستوطنين قوله "نحن نقترب من حرب اهلية. يجب اجراء استفتاء". وقال مستوطن آخر: "اذا سمح لرئيس الوزراء ان يأتي بجرافة ويدمر مدرسة تعليم التوراة في عتصمونة يسمح لي ان اتوجه بجرافة الى مزرعته في النقب.