سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفدان من الأمم المتحدة والكونغرس يؤكدان استمرار القتال والانتهاكات في غرب السودان . متمردو دارفور يهددون بالانسحاب ويتهمون الحكومة والجنجاويد بتوسيع القتال
هدد متمردو دارفور بالانسحاب من مفاوضات أبوجا للسلام مع الحكومة السودانية إذا استمرت الهجمات الحكومية على المدنيين، واتهموا الخرطوم والجنجاويد بتوسيع حملتهم العسكرية لتشمل الولايات الثلاث في الاقليم المضطرب قتل فيها العشرات. وجاء ذلك عشية تبني مجلس الأمن قراراً ربما يفرض عقوبات على السودان. وفضلت الخرطوم عدم التعليق استباقاً للقرار، فيما زار وفد من الأممالمتحدة وآخر من الكونغرس الاميركي الاقليم. وأكدا استمرار القتال والانتهاكات، وان شعوراً بالخوف يسيطر على النازحين الذين يرفضون العودة الى ديارهم. قال الامين العام ل"حركة تحرير السودان" منى آركو مناوي ل"الحياة" أمس ان "المواجهات العسكرية ازدادت ضراوة في شرق نيالا عاصمة ولاية شمال دارفور وغرب الضعين بسبب استمرار اعتداءات الجنجاويد على المدنيين". واضاف ان "الحكومة استخدمت الطيران بكثافة ضد قواتنا وأطلقت ايدي الجنجاويد لاعتقال المدنيين". مشيراً الى "اعتقال خمسة مدنيين في مدينة مليط وأكثر من 50 في مدينة الجنية، واختفاء تسع نساء. كما قتل 52 مدنياً في منطقة بركة غربي الضعين الثلثاء خلال غارات برية وجوية شملت بركة وابوليل وجاب ولادوك وابو بشارة والجديد". وذكر "ان مفاوضي حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة أبلغتا الاتحاد الافريقي شفوياً مساء الثلثاء عن التطورات الميدانية"، وقال: "حذرنا من أننا سننسحب من المفاوضات وسنواصل القتال إذا كان الاتحاد الافريقي لا يستطيع حسم الامور بصرامة ووضوح من خلال الضغط على الحكومة لوقف هجماتها". وفي الخرطوم، ألغت الحكومة مؤتمراً صحافياً كان من المقرر ان يتحدث فيه وزراء الخارجية والداخلية والشؤون الانسانية. ولم يعلن سبب الالغاء الذي فسر بأن الحكومة تفضل الترقب ولا تريد استباق قرار مجلس الأمن اليوم عن فرض عقوبات على السودان او تأجيلها. لكن الناطقة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى السودان راضية عاشوري أكدت في مؤتمر صحافي أمس ان حال الانفلات الأمني والصراعات العنيفة لا تزال مستمرة في ولايات دارفور الثلاث. ورفضت كشف مضمون تقرير المبعوث بان برونك الى مجلس الأمن الذي سينشر اليوم. وحذرت من نقص في الغذاء وشعور من الخوف وسط النازحين الذين يرفضون العودة الى ديارهم. وأفادت ان 3 موظفين محليين تابعين الى برنامج الغذاء العالمي ومثلهم من الهلال الأحمر السوداني احتجزتهم "حركة تحرير السودان" في دارفور السبت الماضي اطلقوا الثلثاء ولم يصابوا بأذى. وأضافت ان 22 موظفاً في وزارة الصحة احتجزتهم "حركة العدل والمساواة" في دارفور الأحد اطلقوا بعد يومين من احتجازهم. الى ذلك أكد وفد من الكونغرس الأميركي ينتمي الى الحزب الديموقراطي في مؤتمر صحافي أمس بعد زيارة دارفور ان الأوضاع في الاقليم لا تحتاج الى تدخل عسكري. ورأى ان الحل يكمن في تسريع الحل السياسي للأزمة وزيادة عدد مراقبي الاتحاد الافريقي، وأكدوا ان الانتهاكات والاغتصاب مستمرة هناك. ووصف رئيس الوفد جون كورزن الأوضاع في دارفور بأنها "مأساوية" وأن الخوف والرعب يسيطران على النازحين. وطالب الحكومة بمعالجة الأوضاع الأمنية خارج مخيمات النازحين بعد تحسنها في داخلها مشيراً الى استمرار اغتصاب النساء على رغم نفى السلطات المحلية. ودعا مندوب الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة السابق ريتشارد هولبروك الى زيادة عدد القوات الافريقية ونشرها في دارفور وتسريع الحل السياسي للأزمة.