تتوقع شركات قطاع الاتصالات زيادة حجم الإنفاق على شبكات الهواتف النقالة في الدول العربية خلال 2003/2004 الى أن يصل إلى ثلاثة بلايين دولار. وأكدت أن عدد المشتركين في خدمات الهاتف النقال في الدول العربية ارتفع في العام الماضي بنسبة 69 في المئة ليصل إلى 29 مليون مشترك. قال المدير الإقليمي ل"موتورولا"في السعودية وليد رمان ل"الحياة"إن تحرير أسواق الاتصالات في الشرق الأوسط والتي تتسم بطابع الاحتكار سيؤدي إلى نشوء واحد من أكثر قطاعات الهواتف النقالة نشاطاً ومنافسة على مستوى العالم. وأضاف أنه مع ازدياد حدة المنافسة سيلجأ المشغلون إلى تحقيق التمايز فيما يعرضونه من ناحية مجال وتسليم الخدمات، لافتاً الى أنه سيكون هناك ارتفاع في حجم الاستثمار في البنية التحتية للشبكات وستجري عمليات مراجعة للأسعار بهدف استقطاب العملاء. وأكد رمان، في حديثه ل"الحياة"خلال زيارة للامارات، أن صناعة الاتصالات اللاسلكية في السعودية والشرق الأوسط عموماً تمر بمرحلة تغيرات هائلة. وقال إنه ضمن السعي للحفاظ على المشتركين الحاليين واستقطاب مشتركين جدد يخطط المشغلون لتوفير برامج خدمات معززة، اذ تحظى هذه الخطوة بدعم المستهلكين. ولفت الى أن دراسة أجريت أخيراً أظهرت أن أكثر من 80 في المئة من مستخدمي الهواتف النقالة في السعودية سيتحولون أو سيفكرون في التحول إلى مشغل"جي اس ام"الجديد عند دخوله للسوق سنة 2005، شريطة توفير المشغل خدمة وتغطية أفضل وأسعاراً أقل. وأضاف أنه مع ازدياد وتيرة المنافسة، يجب على المشغلين ضمان اتخاذ القرارات الصائبة فيما يتعلق بالاستثمار في البنية التحتية في سوق تتطلب إطلاق الخدمات بسرعة عبر شبكات تستخدم تقنيات متعددة وفي الوقت نفسه إدارة التكاليف. وزاد أن مؤسسة التحليل الصناعي تتوقع أن تشكل خدمات الاتصالات الصوتية قوة دافعة للإيرادات على المدى القصير مع استقبال السوق السعودية للمشغل الجديد، مشيراً الى أن الطرح المتوقع لخيارات تسعير منافسة وخطط لخدمات مدفوعة القيمة مقدماً ستعكس أهمية إيرادات خدمات الاتصالات الصوتية. وقال انه ربما سيستخدم المشغلون السعوديون أيضاً تقنية جديدة ستكون متوافرة سنة 2005 وتوفر"خدمة اضغط"لتتحدث عبر الهاتف النقال مع إمكانية الاتصال الدائم مع الشبكة، الأمر الذي يتيح للعملاء - من خلال لمسة زر- الاتصال مع شخص أو مجموعة على الصعيد الوطني باستخدام هواتفهم النقالة وكأنها أجهزة لاسلكي متحركة ووكي توكي. وقال إن"موتورولا"تعمل في الشرق الأوسط منذ أكثر من 30 عاماً"ويمتد نطاق خبرتنا من عملية إطلاق سريعة وبكلفة اقتصادية للخدمات في السوق العراقية بعد الحرب إلى نشر شبكات متكاملة في دول الخليج ودول شبه الصحراء الأفريقية، بالإضافة إلى الأردن، لبنان، مصر، المغرب، جنوب أفريقيا، نيجيريا وباكستان. وبالجمع بين خبرتنا العالمية والموارد المحلية ومعرفتنا بالسوق، يمكننا مساعدة المشغلين الجدد والحاليين على مجابهة التحديات واغتنام الفرص التي تمثلها عملية تحرير الأسواق وكسر الاحتكار". وأضاف أنه مع مرور الزمن ستقدم الشبكات خدمات بيانات جديدة لتعزيز الإيرادات، مشيراً الى أنه نجد في السعودية أن 90 في المئة من العملاء يستعملون خدمة الرسائل النصية القصيرة إس ام إس، لكن أقل من 1.5 في المئة من العملاء يدخلون إلى شبكة الإنترنت باستخدام هواتفهم النقالة. وأوضح أنه في أوروبا تمكن المشغلون في منتصف التسعينيات من تحقيق إيرادات بنسبة مئوية قليلة جداً من البيانات، فيما يتوقع هؤلاء المشغلون أن تصل نسبة الدخل المتحقق من البيانات إلى 30 في المئة سنة 2005، لافتاً الى انه بالمثل نتوقع أن تحظى الخدمات الجديدة باهتمام كبير من العملاء في السوق السعودية. وأكد رمان أنه على رغم أنه المناقشات المكثفة التي أجريت حول الإمكانيات التي تنطوي عليها خدمات البيانات، وخصوصاً الجيل الثالث جي 3، فان استبدال الشبكات التقليدية يتطلب توظيف استثمارات كبيرة ويعمل العديد من المشغلين على تخفيض مخاطر الاستثمار بواسطة توزيع النفقات على مدى فترة زمنية أطول، ولدعم هذه الاستراتيجية ابتكرت شركات مثل"موتورولا"تقنيات تعمل على تطوير وليس استبدال قدرات البيانات، موضحاً أن تقنية"إي دي جي إي"تعتبر واحدة من تلك التقنيات. تطوير الشبكات وقال إن تقنية البيانات المعززة لتطور ال"جي إس إم"إي دي جي إي تعتبر مشابهة لمعايير"جي بي أر إس"الحالية وأنه بفضل هذه التقنية لن تكون هناك ضرورة لوجود معدات جديدة عدا عن تطوير برمجيات العناصر الأساسية للشبكة، وبالتالي يمكن تقديم الخدمات بسرعة. وأضاف ان هذه التقنية تمكن المشغلين من الاستفادة إلى أقصى حد من الاستثمارات التقليدية بواسطة تعزيز سرعة نقل البيانات التي تصل إلى 300 ضعف سرعة نقل البيانات عبر الشبكات الحالية، موضحاً أنه مع متطلبات نفقاتها الرأسمالية المنخفضة توفر تقنية"إي دي جي إي"مسار انتقال خالٍ من المخاطر لتقويم مدى تقبل المستهلكين للخدمات الجديدة. وزاد ان المشغلين سيتمكنون من توفير خدمات معززة بما في ذلك الدخول إلى شبكة الإنترنت بسرعة عالية والألعاب المتحركة ورسائل الوسائط المتعددة بواسطة الهواتف النقالة. وأكد رمان أن عملية التحرير وكسر الاحتكار تشكل أخباراً جيدة للمستهلكين، اذ سيتم طرح خدمات جديدة يكون لها اثر إيجابي في الحياة العملية ووقت الفراغ، بينما تظل المنافسة في الأسعار على أشدها. وتوقع، من حيث المبدأ، أن تشمل ملفات البيانات أخباراً على شكل رسائل نصية قصيرة"اس ام اس"وبيانات عن الأحوال الجوية بالإضافة إلى تحسين الاتصالات من شخص إلى آخر على شكل رسائل نصية قصيرة. أما بالنسبة للعملاء من مؤسسات الأعمال، فاشار الى أنه سيتم توفير إمكانية الدخول عن بُعد لتحسين الإنتاجية أثناء التنقل، مؤكداً أنه مع زيادة مستوى تعرف العملاء على الخدمات الجديدة وقيام المشغلين بتقويم أنماط الاستخدام ستكون هناك إمكانية للتحول إلى سرعات أعلى للبيانات. وقال ان خدمات الجيل الثالث ستتيح للمستخدمين من مؤسسات الأعمال إمكانية استخدام البريد الالكتروني بسرعة عالية إلى جميع المعلومات التي تتعلق بمؤسساتهم أثناء تنقلهم وتعزيز مجموعة واسعة من التطبيقات للمستهلكين، اما بالنسبة للمستهلكين، فستعمل السرعات العالية على إثراء الخدمات مثل تنزيل الموسيقى والألعاب. وأضاف أنه مع تقويم المشغلين للخدمات الجديدة ومرور السوق بمرحلة من التغيرات المكثفة، يتوقع ان يصبح قطاع الهواتف النقالة في الشرق الأوسط السوق النامية الأكثر نشاطاً على مستوى العالم. وأكد أنه مع خبرة"موتورولا"الطويلة في المنطقة و أنحاء العالم كافة، ستواصل الشركة تقديم المشورة لعملائها في الشرق الأوسط في شأن الاستراتيجيات المرتكزة على الفرص الرائعة التي تمثلها المنطقة.