كان الرمز واضحاً للناظر عندما وقف 711 من ضباط الصف العراقيين في حال تأهب قبيل تخرجهم من قاعدة كركوش الواقعة في الصحراء قرب الحدود الايرانية. إذ لم تظهر في المكان اعلام اميركية الى جانب العلم العراقي. ولم يلق الجنرال الاميركي الزائر اي كلمة. وحيا ضابط عراقي الخريجين ووصفهم بأنهم لبنات في الجدار الذي سيقف "في وجه اعداء العراق". وفي اطار تسليم السلطة الى حكومة انتقالية في 28 حزيران يونيو الماضي سلمت قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة الى العراقيين الكثير من المسؤوليات المتعلقة بتدريب قواتهم الناشئة. وفي قاعدة كركوش شرق البلاد، يدرب الجنود العراقيون منتسبين على اطلاق النار والتصدي للمقاتلين الذين يوجهون اسلحتهم الى قوات الامن العراقية والى قوات التحالف على حد سواء. ويقول قائد برامج تدريب الجيش العراقي في قوات التحالف الجنرال جيمس شويترز "كل التدريبات تقريباً ينفذها العراقيون. كل ما يفعله جنود التحالف الان هو اسداء النصح وتقديم المساعدة". وبعدما اقسم الخريجون يمين الولاء للعراق اقسموا ايضا على التصدي لأي عدو. ولدى سؤال بعض من هؤلاء عن الاعداء، قال الجنود انهم الاجانب وليسوا العراقيين. وتمثل هذه القضية مشكلة بالنسبة الى الضباط تتمثل في اقناع هؤلاء الجنود بأن العراقيين هم جزء من عمليات التفجيرات والاغتيالات رغم ان الهجمات الكبيرة تلقى مسؤوليتها على متشددين اجانب. وكان بعض الجنود العراقيين رفض المشاركة في العمليات في الفلوجة عندما حاصرتها القوات الاميركية في آذار مارس الماضي. وخلال حكم صدام كان الجنود وقوداً للحرب وصدرت اليهم الاوامر بخوض حروب دموية مثل الحرب الايرانية العراقية في الثمانينات. وقال شويترز "نحن مستعدون لاستمرار بقاء المستشارين والمدربين هنا لاطول فترة ممكنة لضمان عدم تكرار ذلك". ويعمل نحو مئة مستشار من التحالف في كركوش احدى القواعد الرئيسية لتدريب الجيش العراقي. وسيكون على قوات الامن ان تلعب دوراً رئيسياً في الانتخابات المرتقبة مطلع السنة المقبلة في العراق، خصوصاً في محاولة السيطرة الامنية ومنع عمليات تفجير السيارات والاغتيالات لضمان سير الانتخابات. ويزيد عديد الجيش الجديد قليلاً عن ثلاثة آلاف فرد مدرب. والهدف هو تشكيل قوات قوامها 27 كتيبة او نحو 20 الف فرد بحلول كانون الثاني يناير المقبل.