ساهم دخول المرجع الشيعي آية الله السيستاني الى النجف وبدء محادثاته فيها بتخفيف قلق الاسواق من انعكاسات ازمة النجف على الصادرات العراقية. وتأثراً بقرب اقرار حل مشاكل الجنوبالعراقي، حيث تقع حقول الخام، تراجعت اسعار النفط بنسبة تراوح بين 10 و13 في المئة في الايام الخمسة الاخيرة وهبط"برنت"الى اقل من 40 دولاراً، من ذروته التي قاربت 46 دولاراً، والخام الاميركي الخفيف الى اقل من 43 دولاراً من ذروته التي اقتربت من 50 دولاراً للبرميل. وستساعد مستويات الاسعار الجديدة، اذا بقيت على مسيرتها الحالية، في التخفيف من الضغوط التي سيتعرض لها الاجتماع الوزاري العادي لمنظمة"اوبك"في 15 ايلول سبتمبر المقبل في فيينا لرفع سقف الانتاج الى حده الاقصى الممكن. واصلت اسعار النفط تراجعها امس الخميس، بعدما كانت تراجعت بشدة مساء الاربعاء عقب صدور ارقام المخزون الاميركي الاسبوعية التي اظهرت زيادة في مخزون البنزين، ما دفع صناديق التحوط الى بيع العقود لجني الارباح. ولم تتأثر موجة التراجع بهجمات جديدة على انابيب نفط في العراق، مع استمرار الصادرات بمعدل معقول. وعند ظهر امس تراجع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"59 سنتاً الى 40.09 دولار للبرميل تسليم تشرين الاولاكتوبر، بعدما هبط دون حاجز الاربعين دولاراً 39.80 دولار في مرحلة مبكرة. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف 48 سنتاً الى 42.99 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"هبط اول من امس الى 40.45 دولار للبرميل من 41.43 دولار الثلثاء. وجاء الانخفاض في أعقاب اعلان بيانات حكومية أظهرت أن مخزون البنزين التجاري في الولاياتالمتحدة استقر من دون تغيير، على رغم توقعات المحللين بانخفاضه منتصف موسم العطلات الصيفية الذي يشتد فيه الطلب. واعلنت ادارة معلومات الطاقة الاميركية في تقريرها الاسبوعي ان مخزونات النفط الخام التجارية انخفضت بمقدار 1.7 مليون برميل في الاسبوع المنتهى في 20 آب اغسطس الى 291.3 مليون برميل. لكن امدادات البنزين استقرت من دون تغيير على 205.7 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاضها 2.2 مليون برميل. وارتفعت امدادات المشتقات بمقدار 500 ألف برميل الى 125.1 مليون برميل. ولم تتأثر الاسواق كثيراً بتراجع صادرات العراق الى 1.6 مليون برميل يومياً حسب تقديرات المسؤولين العراقيين، بعدما وصلت طاقتها القصوى الى مليوني برميل يومياً من منفذي تصدير الجنوب. وقال وكلاء شحن ان صادرات النفط من جنوبالعراق انخفضت الى النصف تقريباً الخميس بعد هجوم وقع الليلة السابقةعلى ثمانية خطوط أنابيب نفط تربط حقل الرميلة النفطي الكبير في الجنوب بمحطة ضخ قرب مدينة البصرة. التراجع السريع ومع اقتراب اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"الشهر المقبل، قال رئيسها بورنومو يوسجيانتورو ان المنظمة تريد أن ترى تراجعاً أسرع في أسعار النفط، وأنها ستبحث ما اذا كانت سترفع سقف الانتاج الرسمي في اجتماعها المقرر في 15 ايلول سبتمبر. وقال بورنومو للصحافيين:"هذا ضمن جدول الاعمال الذي سيتم بحثه، واذا رأينا أنه لا بد من عمل ذلك سنحدد الطاقة الانتاجية الفائضة لدى كل عضو حتى يمكننا زيادة حصته في اوبك". واضاف:"سنجتمع ايضاً مع المنتجين المستقلين ومنتجين آخرين للبحث في سبل تهدئة أسعار النفط واشاعة الاستقرار فيها". وشدد على ان سعر النفط ينخفض"لكن ليس كثيراً في الوقت الحالي، التراجع بطيء ونأمل ان يواصل السعر الانخفاض الى نحو 30 دولاراً للبرميل، هذا مستوى لا بأس به". وكان بورنومو يشير الى سعر سلة"اوبك"في تقديره للاسعار. الطلب وفي جانب الطلب، ذكرت صحيفة"وول ستريت جورنال"امس ان مدير وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل حض الدول المنتجة للنفط على زيادة الاستثمار في مشاريع تطوير قدراتها الانتاجية، وذلك عبر مؤتمر دعا اليه في مقر الوكالة في باريس. ونقلت الصحيفة عن اربعة مشاركين ان رجال النفط، ومن ضمنهم بعض مسؤولي"اوبك"، تمسكوا بمواقفهم الحالية خشية تكرار انهيار الاسعار كما حدث عام 1998. وافادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الوكالة، التي تمثل مصالح 26 دولة مستهلكة للطاقة اعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي او اي سي دي، تقديرها لتراجع الاستثمارات الدولية في مجال الطاقة بنسبة 15 في المئة العام الماضي عن الحجم المستهدف عند 210 بلايين دولار، في وقت تقترب فيه الزيادة في الطلب الدولي من 50 في المئة. وقال كبير الاقتصاديين في المصرف الآسيوي للتنمية أفضل علي ل"رويترز"ان الدول الآسيوية التي يتسم اقتصادها بهشاشة العوامل الاساسية، مثل اندونيسيا، قد يلحق بها ضرر جسيم اذا ظلت أسعار النفط مرتفعة لفترة طويلة. وأضاف:"على سبيل المثل فان استمرار النفط عند مستوى 40 دولاراً للبرميل من الآن حتى نهاية سنة 2005 سيكون أشد ايلاماً من سعر 50 دولاراً اذا استمر ربعين متتاليين من السنة". وقال مسؤول مالي ياباني بارز ان ارتفاع أسعار النفط سيكون له تأثير سلبي في الاقتصادين الاميركي والياباني وسيضر بالاقتصادات الناشئة، لكنه لا يشعر بقلق بالغ. وقال نائب وزير المال للشؤون الدولية هيروشي واتانابي:"من الناحية الاساسية سيكون له تأثير سلبي على الاقتصادين الاميركي والياباني، وسيجر اقتصادات الاسواق الناشئة والنامية نزولاً وهو ما سيتطلب متابعة وثيقة".