مع تجاوز الخام الاميركي الخفيف مستوى 48 دولاراً للبرميل عند الرابعة من بعد ظهر امس توقعت رابطة تجارة الجملة والتجارة الخارجية في ألمانيا امس ان يتجاوز سعر النفط مستوى 50 دولاراً للبرميل وراهن احد مديري صناديق التحوط في لندن على ان الخام الاميركي سيتجاوز مستوى 60 دولاراً للبرميل قبل نهاية السنة وبنى استراتيجيته على اساس ان اسعار الخام ستراوح بين 55 و60 دولاراً للبرميل. وحذر تقرير اصدره مصرف"كريدي سويس فيرست بوسطن"من ان السيناريو الجديد لاسعار النفط يتركز على ما بين 55 و60 دولاراً للبرميل خصوصاً مع عدم قدرة منظمة"اوبك"على تأمين أي امدادات بديلة لما يمكن ان تفقده الاسواق من النفط الخام من أي مصدر. ويبدو ان هذه التوقعات بُنيت على اساس ان الانتاج الدولي للخام بلغ ذروته حالياً في ظل عدم استقرار في بعض الدول المنتجة وفي دول تملك احتياطاً كبيراً غير مستغل مثل العراق مع زيادة الطلب في الصينوالهند الذي قد"يُشعل الاسعار"مجدداً. ارتفعت أسعار الخام الاميركي الخفيف الى مستوى قياسي جديد امس الخميس عند 47.52 دولار للبرميل وسط دلائل على أن الاسعار المرتفعة لا تُضر بنمو الطلب الدولي على النفط. كما يُساهم القلق من عدم توافر طاقة فائضة كبيرة في الانتاج الدولي من النفط في دعم الاسعار. وسجل الخام الاميركي في بورصة نيويورك للمعاملات السلعية نايمكس مستويات قياسية في 14 من آخر 15 جلسة تعامل وارتفع نحو 10.50 دولار للبرميل توازي 28 في المئة منذ اواخر حزيران يونيو. وارتفع برنت في عقود تشرين الاول اكتوبر في لندن 30 سنتاً الى 43.33 دولار للبرميل. وسجلت الأسعار المستوى القياسي مع ظهور أدلة جديدة على تنامي الطلب في الصينوالهند. وأحدث الطلب المتزايد على النفط في الهندوالصين هزة في الاسواق السنة الجارية ما زاد في حدة المنافسة على الامدادات بين عمالقة المستهلكين مثل الولاياتالمتحدة. وقال مكتب الاحصاءات الحكومية الصيني امس الخميس ان الامدادات الى مصافي الصين زادت 17.2 في المئة منذ بداية السنة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2003. وزادت واردات الصين من النفط الخام نحو 40 في المئة على العام الماضي. وأعلنت مؤسسة النفط الهندية الحكومية، أكبر مصفاة في الهند، انها تتوقع نمو واردات الهند من النفط الخام بنسبة 11 في المئة بين 2004 و2005 مع ارتفاع الطلب بنسبة أربعة في المئة تقريباً. وفي الولاياتالمتحدة، التي تستهلك نحو ربع انتاج النفط الدولي، زاد الطلب منذ بداية السنة بنسبة 3.4 في المئة ما حال دون نمو المخزونات بقدر كبير اذ يمتص الاستهلاك المتزايد الواردات الاضافية من منتجي"اوبك"مثل السعودية. وأظهرت البيانات الاسبوعية الاميركية الاربعاء تراجع امدادات النفط الخام التجارية 1.3 مليون برميل الى 293 مليون برميل الاسبوع الماضي في ثالث اسبوع على التوالي من التراجع. وفي العراق ظل الوضع متوتراً من دون أي بوادر على حل مشكلة مقتدى الصدر ما أثار الشكوك في أن ينهي انتفاضة دموية قرب مناطق انتاج النفط وتصديره في جنوبالعراق. وقال مسؤول في شركة نفط الجنوب امس ان"الانتفاضة"أرغمت العراق على ابقاء خط الانابيب الرئيسي في الجنوب مغلقاً لليوم العاشر ما يقلص صادرات البلاد من النفط الى النصف. وتتدفق الصادرات من جنوبالعراق عبر خط أنابيب قطره 42 بوصة بمعدل نحو مليون برميل يومياً منذ هاجم مسلحون الخط الاكبر في التاسع من آب اغسطس. ولم تجد السوق عزاء في تأكيدات"أوبك"اول من امس بانها رفعت الانتاج في تموز يوليو الى مستوى من شأنه السماح بزيادة كبيرة في مخزونات النفط العالمية في الربع الاخير من السنة. وقال مسؤول في"شركة نفط الجنوب"، طلب عدم نشر اسمه،"الموقف في البصرة لا يزال يعتبر أخطر من أن يسمح بتشغيل خط التصدير وان كان العاملون في مقر الشركة عادوا الى العمل والموقف في النجف مشجعاً". من ناحية أخرى اعلنت الشرطة ان مسلحين هاجموا المقر الامني ل"شركة نفط الشمال"خلال الليل ما اسفر عن مقتل ضابط واصابة اثنين بجروح. وأدت أعمال التخريب الى ابقاء خط الانابيب الشمالي الرئيسي الذي يمتد الى تركيا مغلقا معظم الوقت منذ الغزو الاميركي للعراق. ووقع الهجوم في منطقة كيوان وهي مركز لمنشآت النفط يقع على مسافة عشرة كلم شمال كركوك. وقال النقيب فرهاد محمد، من غرفة عمليات الشرطة في كركوك،"ان المهاجمين فروا سالمين من الموقع". ويستهدف المهاجمون مسؤولين في قطاع النفط وشاحنات تنقل منتجات مكررة مستوردة من الخارج وطرق الامداد التي يعتبرونها حيوية لجهود الاعمار. وقال وكيل ملاحي ان ناقلة واحدة هي"الوثيرا"كانت تحمل النفط امس من مرفأ البصرة الذي كان يعرف من قبل باسم"مينا البكر"وذلك بمعدل 37 ألف برميل في الساعة. 5.7 بليون دولار خسائر العراق وقال وزير النفط ثامر الغضبان امس"ان العراق خسر ايرادات تصل الى 2.7 بليون دولار بسبب عمليات التخريب لخطوط انابيب التصدير منذ اسقاط صدام وأن الهجمات على الشبكة كلفت البلاد ثلاثة بلايين دولار أخرى مع انخفاض انتاج المصافي واستيراد البنزين ومنتجات مكررة أخرى من الخارج. خام"برنت" وكان خام القياس الاوروبي"برنت"فتح في المعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن على ارتفاع بعد وصول الخام الاميركي الخفيف الى مستوى قياسي جديد اول من امس 47.50 دولار للبرميل متشجعا بالسحب من مخزونات الخام والبنزين الاميركية وبوادر على أن الاسعار المرتفعة لم تؤثر بعد في الطلب العالمي على النفط. وبحلول الساعة 0730 بتوقيت غرينتش ارتفع"برنت"في عقود تشرين الاول 22 سنتاً الى 43.25 دولار للبرميل بانخفاض طفيف عن أعلى مستوى بلغه اول من أمس عند 43.40 دولار ومواصلا مكاسبه التي بلغت تسعة سنتات. وعند الثالثة بعد الظهرسجل"برنت"43.65 دولار للبرميل بعدما كان سجل في احدى مراحل التداول مستوى 43.80 دولار للبرميل. وزاد سعر السولار في عقود ايلول في بورصة النفط الدولية 1.25 دولار الى 393 دولاراً للطن. من جهة ثانية ذكرت وكالة أنباء"أوبكنا"أن سعر"سلة أوبك"واصل الارتفاع الاربعاء الى 42.07 دولار للبرميل مقارنة مع 41.75 دولار الثلثاء. ويتجاوز سعر السلة الحد الاقصى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولارا للبرميل منذ بداية السنة. تعديل النطاق السعري في جاكرتا قال رئيس"اوبك"بورنومو يوسجيانتورو امس ان منتجي المنظمة سيتخذون قراراً في شأن النطاق السعري المفضل في اجتماع فيينا الشهر المقبل. ورداً على سؤال في شأن النطاق السعري للمنظمة قال بورنومو"سنبت في هذا الامر في اجتماع فيينا". ويعقد وزراء"اوبك"اجتماعهم الدوري التالي في 15 ايلول. رئيس"اوبك" وسأل الصحافيون بورنومو عما سيكون عليه النطاق السعري فقال"لا نعرف بعد ما سيكون عليه النطاق المقترح". وقالت فنزويلا الثلثاء انه ينبغي على المنظمة رفع النطاق السعري الى ما بين 28 و 35 دولاراً للبرميل لكي يعكس أسعار النفط المرتفعة حالياً. وقال ايفان اوريلانا ممثل فنزويلا في مجلس محافظي"اوبك"ان"نطاق الاسعار يجب ان يكون في مدى يراوح بين 28 و35 دولارا للبرميل... وسنعرض في الاجتماع المقبل مبرراتنا لضرورة رفع نطاق الاسعار". وقالت فنزويلا، خامس اكبر مصدري النفط في العالم، مراراً انها ستقترح رفع النطاق المستهدف لاسعار"سلة اوبك"في الاجتماع الوزاري للمنظمة. وتقول السعودية، أكبر المنتجين في اوبك، انها تؤيد النطاق الحالي للاسعار الذي بدأ العمل به في آذار مارس 2000، وتؤيد ايران، ثاني أكبر المنتجين في المنظمة، رفع النطاق المستهدف للاسعار الى ما بين 30 و35 دولاراً للبرميل لكنها تقول"ان الوقت غير مناسب لمثل هذه المناقشات". في برلين، ذكرت رابطة تجارة الجملة والتجارة الخارجية في ألمانيا امس ان سعر النفط سيرتفع الى 50 دولاراً للبرميل وان نمو الصادرات الالمانية سيكون أضعف من المتوقع نتيجة لذلك. وأفادت الرابطة ان معدل نمو الصادرات الالمانية، وهو المحرك الرئيسي وراء انتعاش أكبر اقتصاد في أوروبا السنة الجارية، سيكون على الارجح عند الحد الادنى لتوقعات الرابطة بين 9.5 و11 في المئة للسنة الجارية بسبب الارتفاع الاخير في أسعار النفط. وأضافت أن معدل نمو الصادرات سيضعف على الارجح الى ما بين خمسة و7.5 في المئة السنة المقبلة بسبب النفط أيضا. لكنها قالت ان الاقتصاد الدولي قوي بدرجة تكفي لمواكبة ارتفاع أسعار النفط. وفي وقت سابق امس اعلنت وزارة المال الالمانية ان ارتفاع أسعار النفط حد من الطلب على البنزين ووقود الديزل ما أدى الى انخفاض حصيلة الضرائب على منتجات النفط في تموزيوليو. وافادت الوزارة في تقريرها عن آب"حصيلة ضرائب النفط في تموز انخفضت 10.3 في المئة عن مستواها قبل عام. ومن الواضح أن الارتفاع الاخير في أسعار النفط ترك اثره". وفي مقارنة مع أول سبعة شهور من عام 2003 قال التقرير"ان حصيلة ضرائب النفط انخفضت بنسبة اربعة في المئة في الفترة نفسها من السنة الجارية". وقال المستشار الالماني غيرهارد شرودر الاربعاء"ان من المهم مراقبة أسعار النفط بدقة وأن أسعار النفط لم تؤثر بعد في النمو الاقتصادي".