الغموض الذي لا يزال يحيط بمصير الديبلوماسيين الإيرانيين الذين كانوا خطفوا في لبنان عام 1982، يزيد من اصرار رائد الموسوي، وهو الابن الوحيد لأحد المخطوفين محسن الموسوي على المضي في كل الاتجاهات لفك رموز هذه الأزمة التي طالت وصارت بنداً على مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله" بوساطة ألمانية من دون ان ينجلي حتى الآن اي من خيوطها. والموسوي الابن الذي وصل الى بيروت يسعى الى مقابلة اثنين احدهما "شاهد" على ان والده حي يرزق والثاني "قائل" بأنه صُفّي. وقال الموسوي ل"الحياة" ان مسؤولين ايرانيين ممن يتابعون قضية والده والآخرين نقلوا إليه ان لبنانياً كان معتقلاً في السجون الإسرائيلية شاهد والده في احد المعتقلات وأن البرهان على ذلك ان المسؤولين وضعوا امام المعتقل السابق 30 صورة لأشخاص مختلفين وتمكن من التعرف الى صورة الموسوي من بينها، ورفض الموسوي الابن الكشف عن اسم هذا الشاهد "لأنني لا اعرف اذا كانت هناك مصلحة في ذلك". وفي المقابل سيسعى الموسوي الى لقاء قائد "القوات اللبنانية" المحظورة سمير جعجع في سجنه، وهو كان التقاه قبل توقيفه عام 1992 وأبلغه في حينه ان الديبلوماسيين الإيرانيين صُفّوا بأمر من ايلي حبيقة كان مسؤول الأمن في "القوات" في حينه. ويشير الموسوي الى ان "في كلام جعجع في حينه تناقضاً كما في كلام حبيقة الذي التقيناه كعائلات الديبلوماسيين في العام 2000". ويعتقد الموسوي ان عدم تقديم اي دليل الى تصفية الديبلوماسيين يوحي بأن المعلومة غير صحيحة. ويشير الى "أن القضاء اللبناني لم يقدم جديداً حتى الآن حول هذه القضية على رغم الوعود بسؤال جعجع عن الأمر". ويشير الموسوي الى ان قضية تصفيتهم لو كانت صحيحة لكان يجب ان ترفق بتحديد مكان الجثث، "وكنا سألنا في ايران عدداً من الأطباء عن مصير الجثث اذا كانت غطيت بالكلس كما اشيع فقيل لنا انه يمكن معرفة هوية الرفات حتى لو مزجت بالكلس". ويؤكد الموسوي "اننا لا نسعى الى إلحاق الضرر بأحد إنما نريد ان نفهم ما حصل، حتى روبير حاتم كوبرا حينما كتب كتابه لم يورد فيه انه شاهد عملية التصفية او الجثث، وكذلك راجي عبدو المسؤول العسكري في "القوات" في حينه لم يقل في مقابلة مع "الوسط" انه شاهد عملية تصفية الديبلوماسيين او جثثهم". ويعتقد الموسوي ان الديبلوماسيين الأربعة نقلوا الى اسرائيل عقب أسر الطيار رون اراد، "وإذا كانت ايران اكدت انها لا تعرف مصير الطيار، فلا يجوز وقف متابعة مصير الديبلوماسيين"، مشيراً الى ان الجانب الإيراني يتابع المسألة مع الوسيط الألماني "لكن حتى الآن لا شيء جديداً". وكان الموسوي وعائلات الديبلوماسيين الآخرين شكلوا قبل شهرين جمعية اهلية لمتابعة قضيتهم وتسعى الى الاتصال بالمنظمات الدولية لحقوق الإنسان والبعثة الدولية للصليب الأحمر.