بعد رحلة استمرت مدى سبع سنوات كاملة عبر النظام الشمسي، تتأهب مركبة أبحاث الفضاء الدولية "كاسيني" لبدء جولة شاملة حول كوكب زحل هذا الاسبوع. وتمر المركبة الفضائية التي كلفت ثلاثة بلايين دولار بين حلقتين للكوكب الغامض، وتدخل مداراً حوله. ويأمل العلماء أن تتمكن رحلة التعرف على زحل وأقماره ال14 المعروفة - وتستغرق أربع سنوات كاملة - من إلقاء الضوء على أصل الحلقات وألوانها المختلفة والطاقة المنبعثة من الكوكب. وبين أبرز مهمات المركبة الاوروبية - الأميركية هبوط مسبار صغير يدعى "هيوغينز" على تيتان، أكبر أقمار زحل، مطلع كانون الثاني يناير المقبل. وأشار الدكتور دينس ماتسون، العالم في مشروع "كاسيني" في وكالة الطيران والفضاء الاميركية "ناسا": "تيتان مثل آلة زمن تأخذنا إلى الماضي كي نرى كيف كانت الارض. وتيتان هو ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية. كما انه القمر الوحيد الذي يتمتع بغلاف جوي مستقر ويجعله قطره البالغ 5.150 كيلومتراً أكبر من بعض الكواكب مثل المريخ. والعلماء غير واثقين مما سيجده المسبار "هيوغينز" الذي بنته وكالة الفضاء الاوروبية تحت سحب الميثان التي تغلف زحل. وهم يعتقدون بأن أجزاء كبيرة ربما غطتها الثلوج أو طويت بفعل بحار من غاز الميثان المسال بطريقة مماثلة للغلاف الجوي البدائي للأرض قبل أربعة بلايين سنة. كما يشعر علماء الفلك بالذهول حيال حلقات زحل التي يصل سمك بعضها الى مئات الأمتار والمكونة من قطع من الصخور وحلقة جليدية. ويقول الدكتور ايد ويلر في مركز "ناسا": "إن نظام زحل يمثل معملاً لا يضارع اذ يقدم إجابات عن عدد من الاسئلة". تحمل المركبة "كاسيني" التي أطلقت في تشرين الأول أكتوبر العام 1997 والتي تزن 2.5 أطنان، بعض أكثر المعدات التي أرسلت حتى الآن في مهمة إلى الفضاء حداثة. وستدور "كاسيني" على مدى السنوات الاربع المقبلة 76 دورة حول مجموعة زحل. وتنفذ 52 التحاماً وثيقاً مع سبعة من أقمار زحل المعروفة.