بدأت الهند وباكستان محادثات امس، لمعالجة نزاعهما في شأن كشمير الذي يمثل اساس العداء بين البلدين المجاورين في جنوب آسيا واستعصى على الحل منذ اكثر من نصف قرن. وتعد تلك المحادثات التي تجرى بين كبار الديبلوماسيين من الجانبين في نيودلهي على مدى يومين، الاولى من نوعها التي تركز على مشكلة كشمير، منذ فشل قمة بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس وزراء الهند في حينه اتال بيهاري فاجبايي منتصف عام 2001 . وتأتي المحادثات غداة استقالة رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله خان جمالي. ولكن من غير المتوقع ان يكون لهذه الخطوة اي اثر على المحادثات، باعتبار ان مشرف مسيطر في شكل مباشر على السلطة عموماً والسياسة الخارجية خصوصاً. وتعتبر المحادثات التي يترأسها من الجانب الهندي وزير الدولة للشؤون الخارجية شاشنك ونظيره الباكستاني رياض خوخار، جزءاً من محاولة جديدة للسلام بدأها الجانبان العام الماضي بعدما كادت حرب ثالثة تنشب بينهما بسبب كشمير عام 2002. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية للصحافيين ان نيودلهي دخلت المحادثات "بعقل مفتوح. وستبذل كل شيء لدفعها الى الامام". واوضح ان الجانب الهندي سيقترح خطوات عدة لبناء الثقة بين الجانبين. وكرر خوخار موقفاً مماثلاً. وقال للصحافيين: "امامنا عمل مهم جداً. وندخل هذه المحادثات بصدق وجدية". وناقش الجانبان في اليوم الاول للمحادثات، اجراءات لزيادة حجم البعثتين الهندية والباكستانية وتبادل الافراج عن السجناء والتنسيق بين القوات المسلحة للبلدين. اما اليوم الثاني فيشهد "تبادلاً للاراء" في شأن كشمير وخطوات لزيادة الاتصالات بين الناس في الشطر الواقع تحت سيطرة الهند والشطر التابع لباكستان، مثل بدء خدمة حافلات عبر خط المراقبة الذي يقسم تلك المنطقة المتنازع عليها. ورأى محللون ان المحادثات لن تسفر عن حل سريع للنزاع الشائك ولكنها ستمنح نيودلهي واسلام اباد فرصة لفهم موقف بعضهما بعضاً والمضي قدماً في مسار يكون مقبولاً لدى الطرفين.