سكت دهراً ونطق ذهباً.. هذا ما فعله مهاجم الشباب السنغالي محمد منغا الذي خلد اسمه بأحرف من ذهب في التاريخ الشبابي بعد أن سجل هدف الفوز لفريقه أمام الاتحاد في ختام منافسات مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم" ليتوج "الليث الأبيض" بطلاً لأهم البطولات السعودية، وقبلها فعل الشيء ذاته أمام الأهلي ليتأهل الشباب للمباراة النهائية، وغاب منغا عن التهديف في مباريات عدة على عكس ما كان عليه عند انطلاق منافسات الموسم الرياضي عندما تصدر قائمة الهدافين بجدارة واستحقاق، وفجأة صام عن التسجيل" الأمر الذي رسم أكثر من علامة استفهام حوله، وبدأ الجمهور الشبابي يتساءل عما حصل للاعب، ولماذا فقد حاسة التهديف وترك مركزه في صدارة قائمة الهدافين لآخرين يتصارعون عليه لحين خطف لقب الهداف زميله في الشباب الغيني غودين أترام. ويبدو أن ابتعاد منغا عن هز الشباك كان بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة وطال سكوته لحين نطق بقوة وعاد في أصعب الظروف وأهم المباريات لينصب نفسه بطلاً بهدفين في الأهلي والاتحاد صعدا بشيخ الأندية السعودية إلى منصات الذهب، وعاد النجم الأسمر ليبرهن أنه صفقة ناجحة وردّ على جميع منتقديه. بداياته لم يسبق لمنغا أن لعب في أحد الأندية الأوروبية الشهيرة أو حتى المغمورة، بل قدم من بلاده إلى السعودية ليلعب في صفوف سدوس وقدم اللاعب مع سدوس عرضاً ممتازاً، وكان ينتظر الفرصة التي تقوده إلى مصاف الأندية الممتازة" ليثبت أنه لاعب لا يستحق أن يكون في دوري المظاليم، لكن الفرصة التي ينتظرها المهاجم السنغالي تأخرت وهو لم يدخل إلى نفسه اليأس فظل يقدم عطاءً مميزاً في دوري الدرجة الأولى وعينه على دوري الأضواء والشهرة، وبالفعل جاءت الفرصة التي انتظرها طويلاً وتعاقد معه الشباب، ولم يندم الأخير على استقطابه، ويومها لام البعض إدارة الشباب على التعاقد معه كونه يلعب في أندية الدرجة الأولى، ولم تعر إدارة الشباب أي اهتمام لتلك الأصوات لإدراكها أن اللاعب يملك موهبة فذة وهو من سيعالج مشكلة غياب اللاعب الهداف التي عانى منها الفريق الأبيض في فترات بعيدة، ولم يخب منغا ظن الإدارة الشبابية فيه وبرهن أنه لاعب من طينة الكبار. ما بين منغا وزاراتي وفي مقارنة بين منغا ونظيره في الاتحاد الأرجنتيني زاراتي الذي تعاقد معه الاتحاديون نظير 500 ألف دولار أي ما يقارب 8،1 مليون ريال" ليلعب أمام الشباب فقط في النهائي وبلغة الأرقام فإنه حصل على أكثر من 40 ألف ريال في الدقيقة الواحدة، ومنغا يحصل على مرتب شهري لا يتجاوز ثلاثة آلاف دولار" فمنغا استطاع أن يحسم نتيجة المباراة لصالح فريقه ونصبه بطلاً، أما زاراتي فلعب شوطاً واحداً فقط لم يقدم خلاله ما يوازي المبلغ الكبير الذي حصل عليه والهالة الإعلامية التي سبقت مشاركته في المباراة، وعلى الفور أبعده المدرب الاتحادي كاندينيو عن الفريق في الشوط الثاني وأشرك حمزة إدريس عوضاً عنه. وبعد أن أثبت منغا أنه يوازي وزنه ذهباً في أعين الشبابيين، هل ستبقيه إدارة الشباب في الموسم المقبل أم يرحل؟