انتخب صندوق النقد الدولي وزير الاقتصاد الاسباني السابق رودريغو راتو مديراً عاماً جديداً للصندوق مواصلاً بذلك تقليداً درج عليه منذ عقود في ان يتولى اوروبي رئاسة هذه المؤسسة الدولية للاقراض التي تضم في عضويتها 184 دولة. واختير راتو في اقتراع على مرحلتين اجراه المجلس التنفيذي للصندوق المؤلف من 24 عضواً. وقال الصندوق في بيان:"اختار المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي اليوم الثلثاء رودريغو راتو لشغل منصب المدير العام ورئيس المجلس التنفيذي لولاية مدتها خمس سنوات". وخلف راتو 55 عاماً الالماني هورست كولر الذي استقال في آذار مارس لترشيح نفسه لمنصب رئيس المانيا. ويعتبر تعيين راتو انتصاراً للوضع السياسي القائم، على التغيير الذي سعت اليه الدول النامية التي أرادت انهاء التقليد الذي درج عليه صندوق النقد الدولي على مدى 60 عاماً في اختيار اوروبي لرئاسة الصندوق. وسارعت الولاياتالمتحدة اكبر المساهمين في الصندوق واكثرهم نفوذاً الى الترحيب بتعيين راتو قائلة انه يدرك حقائق صنع السياسة الاقتصادية. وقال وزير الخزانة الاميركي جون سنو في بيان:"نتوقع ان يكون رودريغو راتو قائداً قوياً وماهراً لصندوق النقد الدولي وان يركز على مواصلة تقوية المؤسسة بما يعود بالنفع على جميع اعضائها". وقال مديرو الصندوق ان اختيار راتو"صفقة معدة"قبل تصويت أول من أمس على رغم وجود مرشح ثان هو محمد العريان مصري وهو مسؤول كبير سابق في صندوق النقد الدولي. وكان عبدالشكور شعلان مصري عضو مجلس ادارة صندوق النقد ممثل مجموعة الدول العربية في الصندوق هو الذي رشح العريان. وقاد شعلان حملة لاعلاء كلمة العالم النامي في اختيار أكبر مسؤول في الصندوق. وقالت مصادر في اللجنة التنفيذية إن النتيجة النهائية للاقتراع السري، التي تشير الى ما اذا كانت هناك أي اعتراضات على تولي راتو للمنصب، لم تكشف للمديرين. وأضافت المصادر انه لم يكن هناك أي امتناع عن التصويت في الاقتراع الرسمي الذي أعقب الاقتراع السري وأظهر اجماعاً لصالح راتو. وقال مصدر:"في الجلسة الرسمية التففنا جميعاً حول مرشح واحد". ولعب راتو دوراً حيوياً في اعداد اسبانيا للانضمام لمنطقة اليورو من خلال الحد من الانفاق. ومع تحقيق نمو على مدى عشر سنوات متصلة أصبحت اسبانيا واحدة من أنجح اقتصادات أوروبا. أما مؤهلات راتو الخارجية فتتضمن معرفته الوثيقة بشؤون أميركا اللاتينية بدءاً من روابط اسبانيا الاقتصادية بالمنطقة وانتهاء باللغة المشتركة والعلاقات الثقافية مع المنطقة. ومن شأن هذه الدراية أن تلعب دوراً حاسماً في المناقشات مع أكبر دولتين مدينتين في الصندوق البرازيل والارجنتين. وهنأ وزير المال البرازيلي أنطونيو بالوسي صندوق النقد على تعيين راتو قائلاً انه أظهر رؤية منفتحة وعصرية لصندوق النقد وعلاقاته مع الدول الاعضاء. ويصف مسؤولون من داخل صندوق النقد راتو بأنه حذق سياسياً لكنه يفتقر لمعرفة التفاصيل الدقيقة لعمل مؤسسة تشرف على النظام المالي العالمي.