سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ذكرت في قرارها أن الأوامر بشن هجمات استندت أحياناً إلى توجيهات من الرئيس الفلسطيني . المحكمة المركزية تدين البرغوثي بقتل إسرائيليين ووزير العدل لا يستبعد احتمال محاكمة عرفات
في تحد فاضح لكل الادانات الدولية ومواثيق حقوق الانسان، وسعت اسرائيل أمس عدوانها على الفلسطينيين لتطاول رموزهم السياسية عندما دانت المحكمة المركزية أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية النائب مروان البرغوثي بقتل اسرائيليين. وبدا ان قرار الادانة يمهد لمحاكمة الرئيس ياسر عرفات بعدما أعلنت المحكمة ان أوامر مهاجمة اسرائيليين كانت في احيان "تستند الى توجيهاته"، ثم ما اعقب ذلك من تصريحات لوزير القضاء يوسيف لبيد الذي دعا الى محاكمته "في يوم من الايام". راجع ص4 و5 و6 وفي حين وصفت السلطة الفلسطينية قرار المحكمة بأنه "جريمة اخرى" للاحتلال، تجاهله البرغوثي وأحال مداخلته بعد صدور الإدانة الى محاكمة للاحتلال، مؤكداً أن "الانتفاضة ستتواصل ما دام الاحتلال"، مشيراً إلى عدم أهلية المحكمة لمحاكمته لانها تمثل الاحتلال. اما محاميته، فأكدت ان موكلها لن يستأنف القرار "الجائر" و"غير الشرعي"، في حين توعد ناشطون فلسطينيون بخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم به. وكان البرغوثي خطف قبل اكثر من عامين من رام الله، ودين امس بقتل خمسة اسرائيليين في اربعة هجمات من اصل 33 تضمنتها لائحة الاتهام التي اعدتها دولة الاحتلال. ومن المقرر ان يصدر الحكم عليه في السادس من الشهر المقبل، ويتوقع ان تصل عقوبته الى السجن المؤبد خمس مرات. ويشكل قرار الادانة خطوة جديدة باتجاه ضرب القيادة الفلسطينية وتهميشها بهدف منع اي احتمال للتفاوض معها، فالبرغوثي الذي اقترن اسمه بالانتفاضة وسجن مرات وابعد الى جنوبلبنان قبل ان يعود بعد اتفاق اوسلو ليصبح نائبا في المجلس التشريعي، كان من ابرز الشخصيات الفلسطينية التي ظلت على اتصال دائم مع ناشطي السلام الاسرائيليين حتى اندلاع الانتفاضة. وهو الذي بادر في عهد حكومة محمود عباس ابو مازن، ومن سجنه مع الحركة الاسيرة، الى اطلاق مبادرة لوقف النار العام الماضي. كما اصدر الشهر الماضي كتيبا في الذكرى الثانية لاعتقاله حدد فيه الأسس السياسية لعملية التفاوض. ويمهد قرار الادانة أيضاً لمحاكمة زعماء سياسيين فلسطينيين، بل "يطبّع" الفكرة ويجعلها ممكنة، خصوصا ازاء الرئيس الفلسطيني. ففي حيثيات القرار الذي تلته القاضية، وجهت اتهامات الى عرفات، ف"البرغوثي ناشط بشكل مباشر تحت قيادة الرئيس عرفات"، وأوامر مهاجمة اسرائيليين كانت في أحيان "تستند الى توجيهاته".