شكل موضوع عقد القمة العربية القضية الأبرز على جدول محادثات أجراها الرئيس السوري بشار الاسد في البحرينوقطر امس، بعد يوم على اعلان الامين العام للجامعة العربية توقعه عقد هذه القمة في تونس الشهر المقبل. والتقى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأسد الذي زار الدوحة لمدة ساعتين أمس. فيما اعتبر مصدر قطري تحدث الى "الحياة" أن الزيارة السريعة "هي دليل على تطور العلاقات والانسجام بين القيادتين" مؤكدا أن القمة تصدرت المحادثات الى جانب سبل دعم العلاقات الثنائية. وكشف مصدر سوري أن المحادثات تناولت القضيتين الفلسطينية والعراقية. وعلى رغم أن مسؤولي البلدين لم يكشفا تفاصيل عن أبعاد "مساع" قطرية بين سورية وأميركا، اشار اليها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أول من أمس، نافيا وجود وساطة قطرية بين دمشقوواشنطن، تواترت أنباء عن اثارة هذا الموضوع أثناء زيارة الاسد. وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع صرح في بيروت اول من امس بأن الاسد "سيقوم بزيارات هذا الاسبوع الى عدد من الدول العربية" من دون ان يحددها، مؤكداً ان "تحركنا الاساسي هو من اجل إعادة عقد القمة والاتفاق على جوهرها ومكانها". وعلمت "الحياة" أن المحادثات تناولت ايضاً خططاً قطرية لتنفيذ مشاريع سياحية في سورية. واوضح السفير السوري في الدوحة أن المشاريع تشمل بناء فنادق ومستشفى وتتجاوز قيمتها 500 مليون دولار، كما سيفتتح "بنك قطر الدولي الإسلامي" فرعاً له في سورية. وكان الرئيس السوري زار قطر في تشرين الاول أكتوبر الماضي، كما زار الشيخ حمد دمشق الشهر الماضي. في المنامة، أجرى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمس محادثات مع الأسد ركزت على الإسراع في عقد القمة العربية المقبلة وتهيئة الظروف المناسبة لانجاحها. وأعرب الجانبان خلال المحادثات التي حضرها رئيس مجلس وزراء البحرين وولي العهد عن أملهما في اتفاق الزعماء العرب على زمان ومكان عقد القمة في أقرب وقت وعلى جدول أعمالها، والتوصل إلى قرارات تسهم في تعزيز العمل العربي المشترك. وقالت مصادر رسمية قريبة من المحادثات ل"الحياة" ان المشاورات التي يجريها ملك البحرين رئيس الدورة الحالية للقمة العربية مع القادة العرب تؤكد "الإعداد الجيد للقمة لعدم تكرار الفشل الذي حصل في تونس"، مشيرة إلى "سعي البحرين الى التشاور خصوصاً مع القيادة السعودية لتقريب وجهات النظر في ما يخص مشروع الإصلاح والملف العراقي". وانتقل الأسد الى عمان في زيارة تستغرق ساعات يُجري أثناءها محادثات مع الملك عبدالله الثاني، تتناول "الجهود المبذولة لعقد القمة العربية، والأوضاع الإقليمية، والعلاقات الثنائية" قبل أسبوعين من اللقاء بين الاخير والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن. وذكرت مصادر أردنية مطلعة ل"الحياة" أن "محادثات الأسد في عمان ستتطرق الى الضغوط الأميركية على سورية، وامكانية أن يقوم الأردن بوساطة سياسية بين البلدين لحلّ القضايا العالقة بينهما" لا سيما أن عمان "رصدت في الأسابيع الماضية مؤشرات إيجابية من جانب واشنطن تشمل استعداداً لتجاوز خلافاتها مع دمشق". وأكدت المصادر أيضاً أن الزعيمين "سيستكملان حواراً بدأ بينهما في دمشق في شباط فبراير الماضي حول أمن الحدود وضرورة ضبطها بين البلدين".