تقدم صناعة السياحة نسبة 10.4 في المئة من إجمالي الناتج المحلي على مستوى العالم للعام 2004، بحسب توقعات "مجلس السفر والسياحة العالمي" WTTC. وهذا يعني ان عُشر إقتصاد العالم يتأثر بصناعة السياحة التي تؤمن أكثر من 73 مليون وظيفة حول العالم. وبعد التراجع في نسبة نمو مجالات السفر والسياحة خلال السنوات الثلاث الماضية، يبدي مسؤولو المجلس تفاؤلاً بارتفاع الطلب على السياحة بنسبة 5.9 في المئة. وأُعلنت الاحصاءات الكاملة للسياحة العالمية في ما يتعلق ب174 دولة في مؤتمر صحافي عقده "مجلس السفر والسياحة العالمي" الاسبوع الماضي في مقر "بورصة لندن" في العاصمة البريطانية. وتميز المؤتمر بجو التفاؤل للعام المقبل بعد المشاكل التي واجهت السياحة العالمية، خصوصاً بعد أحداث أيلول سبتمبر 2001 . وعلى رغم توقع صناع القرار في الصناعة السياحية بتدني نسب السفر العام الماضي بسبب الحرب على العراق، فإنهم لم يتوقعوا حدوث كارثة أكبر هي انتشار مرض "سارز" الذي ضرب أكثر من 45 في المئة من النشاطات السياحية في بعض دول شرقي جنوب آسيا العام الماضي. لكن الأسواق السياحية أخذت تستعيد نشاطها بعدما عاد الإطمئنان إلى نفوس المسافرين، إلاّ ان أحداثاً مفاجئة مثل تفجيرات مدريد الأخيرة قد تقلب هذا الإطمئنان الى خوف جديد. ويرصد "مجلس السفر والسياحة العالمي" التقلبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حول العالم لدرس تأثيراتها على السوق السياحية، ويستخدم كذلك "حساب القمر الاصطناعي للسياحة" بالتعاون مع "استطلاع أوكسفورد الاقتصادي" الذي تعده مجموعة من الاقتصاديين المشهورين عالمياً يكرسون وقتهم لدراسة الاقتصاد العالمي. وقد أقرت الأممالمتحدة دقة هذا الحساب العام 2000. وينظم المجلس لوائح لأفضل عشر دول في مجالات عدة، منها الدول العشر التي تستثمر أكبر نسبة من الأموال في مجال السياحة، والدول العشر التي تصرف شعوبها أعلى نسبة في المجال السياحة. ومن أصل 174 دولة، إحتلت جمهورية مونتينيغرو الجبل الأسود المرتبة الأولى من حيث النمو في الطلب على السفر نفسه على مدى السنوات العشر المقبلة. وكانت الولاياتالمتحدة الأولى من حيث صرف شعبها أعلى نسبة على السياحة والسفر، إذ من المتوقع أن يصرف المستهلكون الاميركيون أكثر من 805 ملايين دولار أميركي هذا العام. ويرصد المجلس قطاعات السياحة والسفر في 10 دول عربية، هي: البحرين، الأردن، الكويت، لبنان، عُمان، قطر، السعودية، سورية، الإمارات واليمن، ولكنه يجمع هذه الدول تحت عنوان "الشرق الأوسط" الذي يضم قبرص وإيران واسرائيل. وتساهم صناعة السياحة ب72 بليون دولار من إجمالي الناتج المحلي على مستوى الشرق الأوسط، وهذا يترجم الى 9 في المئة من إجمالي هذا الناتج. ومن بين الدول العربية، كانت قطر الأولى في نسبة نمو الطلب على السياحة والسفر للعام 2004 التي بلغت 9.2 في المئة. وتقدم صناعة السياحة في الأردن 17.6 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، بينما تقدم 21 في المئة في البحرين وهي أعلى نسبة في العالم العربي. كما ان السياحة في البحرين توفر 24 في المئة من إجمالي الوظائف، في دلالة على أهمية هذه الصناعة بالنسبة إلى النشاط الإقتصادي العام في العالم العربي. وتبلغ وظائف السفر والسياحة ما نسبته 8.2 في المئة من مجموع الوظائف في الشرق الأوسط، أي 3.4 مليون وظيفة. ومن المتوقع أن تعزز صناعة السياحة فرص العمل في الشرق الأوسط بنسبة 2.5 في المئة وصولاً إلى 4.4 مليون وظيفة العام 2014. وينفق الأردن أعلى نسبة من الإستثمار الحكومي في مجال السياحة إذ يخصص لها 10.3 في المئة، ويليه لبنان بنسبة 9.1 في المئة. وعلى رغم أجواء التفاؤل في المجلس، فقد حذّر رئيسه جان كلود بومغارتان من "الحوادث غير المتوقعة التي يمكنها أن تغير جميع هذه الاستطلاعات". وأضاف يقول أنه "على رغم إيجابية الاستطلاعات لهذا العام فما زلنا أقل من مستوى السياحة الذي كنا عليه قبل أحداث أيلول 2001، وعلينا العمل لتعويض ما خسرناه خلال الأعوام الثلاثة السابقة". وتبقى صناعة السياحة في الشرق الأوسط بحاجة الى المزيد من الاستثمار والتوجيه. ودعا بومغارتان الحكومات إلى التركيز على توسيع مجالات السياحة والاستفادة من الحيوية الجديدة في السوق السياحية على مستوى العالم. وأضاف: "تقدم دبيالمدينة المثالية لحكومة كرّست كل جهودها لإنعاش السياحة وتطويرها على جميع الأصعدة".