حقق السناتور الديموقراطي جون كيري مزيداً من الانتصارات بفوزه في الانتخابات التمهيدية في ولايات فلوريدا وميسيسيبي ولويزيانا وتكساس جنوب البلاد، حيث حصد اصوات 465 مندوباً اول من امس. وحصل كيري على أكثر من 69 في المئة من أصوات الديموقراطيين في الولايات الاربع عموماً. ولاحظ المراقبون انه فاز ب77 في المئة من الاصوات في فلوريدا التي تكتسب أهمية خاصة، باعتبار أن الرئيس جورج بوش فاز فيها بفارق بسيط عام 2000. وبلغ عدد المندوبين الذين جمعهم كيري حتى الآن 1362 مندوباً من أصل 2162 ضروريين من اجل تسميته مرشح الحزب الديموقراطي في مواجهة بوش في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويشارك 4322 مندوباً في المؤتمر الوطني الديموقراطي لاختيار مرشح الحزب والذي يعقد في بوسطن بين 26 و29 تموز يوليو المقبل. تمويل من "مجموعات الظل" وبدأ أمس، عرض الإعلان الأول من أصل ثلاثة مؤيدة لكيري، مولتها جماعات سياسية أطلق عليها النقّاد اسم "مجموعات الظل"، في رد على حملة بوش الإعلانية التي انطلقت الأسبوع الماضي وبلغت كلفتها 11 مليون دولار. وقدرت نفقات الحملة الديموقراطية الأولى بخمسة ملايين دولار جمعت من تبرعات غير محدودة. وبدأ عرض الاعلانات في 17 ولاية وجاء فيها: "أولويات جورج بوش تضعف الحلم الأميركي". ويتولى ادارة هذه الحملة هارولد إكز نائب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون وتحركت "مجموعات الظل"، ومن بينها اثنتان جمعتا 70 مليون دولار في إطار السياسة التوسعية لجذب الناخبين، لمواجهة الرئيس عبر التلفزيون والتركيز على فشل إدارته في الحفاظ على الوظائف الأميركية. وقرر كيري الذي سارع الجمهوريون إلى اتهامه بانتهاك القوانين المالية في تمويل حملته، التركيز على الرعاية الصحية خلال لقاء مع كبار السن في ولاية إيلينويز، مع تأكيد موقفه المؤيد لاستيراد أدوية رخيصة من كندا. ويتوقع أن يلتقي كيري هذا الأسبوع منافسَيه الديموقراطيين السابقين جون إدواردز وهوارد دين وذلك لمناقشة استراتيجية موحدة للحزب، كونهما انسحبا من السباق بعد انتخابات "الثلثاء الكبير". وكان بوش شن هجوماً من تكساس الثلثاء، على خصمه كيري واتهمه بأنه يحبذ العزلة الاقتصادية، بعدما كان هاجمه من فرجينيا الاثنين، ووصفه بالضعيف وغير الحاسم في الدفاع عن البلاد. استطلاعان وساهم الوضع المتأزم في العراق وتعثر الأداء الاقتصادي في تراجع حجم التأييد للرئيس الجمهوري إلى أدنى مستوياته، فيما واصل المرشح الديموقراطي تقدمه في آخر استطلاعين، أحدهما أجري لحساب صحيفة واشنطن بوست ومحطة "إي بي سي" التلفزيونية وآخر أطلقه معهد غالوب لحساب شبكة "سي أن أن" وصحيفة "يو أس توداي". واثبت الاستطلاع الأول أسوأ مخاوف الحزب الديموقراطي إزاء قرار المرشح المستقل رالف نادر خوض الانتخابات الرئاسية. إذ حصل نادر على تأييد 3 في المئة من الناخبين. وفي حال قرر الاخير عدم الانسحاب عشية التصويت، لا يستبعد المراقبون احتمال تكرار الكارثة التي تعرض لها الحزب الديموقراطي في انتخابات عام 2000. وأظهر استطلاع استبعد نادر من المعادلة، تقدم كيري على بوش بفارق 9 نقاط. من جهته، قال ماثيو دود، رئيس الفريق الاستراتيجي في حملة بوش، أن قاعدة الدعم لكيري في الحزب الديموقراطي تبقى هشة على غرار التأييد الذي كان يتمتع به المرشح الرئاسي الديموقراطي مايكل دوكاكيس عام 1988 في مواجهة بوش الأب. بوش يتعاون مع لجنة التحقيق في 11 ايلول على صعيد آخر، وافق الرئيس الأميركي على الإجابة بصورة سرية عن جميع تساؤلات لجنة التحقيق في هجمات 11 ايلول سبتمبر، متراجعاً بذلك عن شرطه السابق الذي اقتضى بأن تستغرق شهادته ساعة واحدة فقط، اثر الحملة التي شنها بعض الديموقراطيين ووسائل الإعلام واتهمت إدارة بوش بإعاقة التحقيقات في الهجمات، منتقدةً إخفاق الاستخبارات الأميركية في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان: "إن هذه الإدارة أثبتت تعاوناً غير مسبوق مع لجنة التحقيق، وسهلت الوصول إلى كل معلومة صغيرة طلبوا معرفتها". وتسعى اللجنة المؤلفة من عشرة أعضاء إلى إجراء مقابلات مع بوش ونائبه ديك تشيني حول ما توافر من معلومات لدى الإدارة قبل الهجمات.