سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خمسون قتيلا وجثث أخرى تناثرت أشلاء ... وألسنة اللهب تحاصر المسافرين في الأعماق . الهجوم على مترو موسكو : فشل جديد لأجهزة الأمن المنهكة ... والإرهاب يعيد روسيا "ديكتاتورية"
تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن حرب لا هوادة فيها على الإرهاب بعد عملية تفجير كبرى استهدفت مترو الأنفاق في موسكو وأسفرت عن مقتل أكثر من أربعين شخصاً. ووجهت السلطات الروسية أصابع الاتهام إلى المقاتلين الشيشان، فيما فرضت إجراءات أمنية غير مسبوقة بعد العملية التي أثارت مجدداً انتقادات حادة ضد الأداء الضعيف للأجهزة الأمنية في روسيا. وجاء الحادث قبل ستة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الروسية، ليدفع الكرملين في اتجاه مزيد من السيطرة، متخذاً الإرهاب ذريعة للعودة بالبلاد إلى "ديكتاتورية العهد السوفياتي". وقع الحادث في ساعة الذروة صباح أمس. وأشار الخبراء إلى أن اختيار التوقيت الذي يتدفق فيه الروس إلى قطارات المترو، هدف إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية. وأشارت التقديرات الأولية إلى أن أعداد القتلى ستزيد على خمسين شخصاً بعد أن تحدث المنقذون عن "تناثر كمية كبيرة من الأشلاء البشرية داخل العربة التي استهدفها الانفجار". وحال الدخان الناجم عن ألسنة لهب اندلعت من المقصورة الثانية في قطار وقع داخله الانفجار، دون تمكن مئات المسافرين من تلمس طريق الفرار، داخل النفق الذي يبعد مئات الأمتار عن سطح الأرض. ووجهت موسكو أصابع الاتهام إلى المقاتلين الشيشان. وتحدثت مصادر عن انتحارية يعتقد بأنها قوقازية فجّرت نفسها. وذكرت قوات الأمن أن المادة الناسفة ربما انفجرت خطأ أثناء نقلها إذ لم تكن في القنبلة أي مسامير أو مواد حادة مثل التي يستخدمها الشيشانيون. وأبلغ مسؤول في الشرطة وكالة أنباء "إيتار تاس" إن رجلاً يدل شكله على أنه من أبناء شمال القوقاز يجرى حالياً البحث عنه بعدما اقترب من المسافرين في محطة المترو قبل الانفجار بقليل وشتمهم وتوعدهم قائلاً: "ستشهدون حفلة بعد قليل". وشنّت قوات الأمن عملية بحث واسعة لاعتقال المتورطين في الانفجار. وعكفت على دراسة صور التقطتها كاميرات تلفزيونية مثبتة داخل محطة مترو الأنفاق. بوتين يتعهد "إبادة الإرهابيين" واعتبر الرئيس الروسي العملية حلقة ضمن سلسلة عمليات نفّذت في روسيا خلال الأشهر الأخيرة. وتعهد بوتين الذي كان يتحدث خلال استقباله الرئيس الآذربيجاني إلهام علييف بمواصلة حرب لا هوادة فيها على الإرهاب. وقال إن موسكو ستعزز جهودها في إطار الحرب الدولية على الإرهاب. وشدد على أن بلاده لن تجري أي حوار مع قادة الإرهاب بل "ستبيدهم جميعاً". وفرضت السلطات الروسية إجراءات أمنية غير مسبوقة طاولت المنشآت الحساسة والمباني الإدارية في غالبية المدن الروسية، فيما أثارت الإخفاقات المتتالية للأجهزة الأمنية بعد سلسلة هجمات استهدفت موسكو، موجة غضب واسعة. وساد سؤال عن أسباب عجز الأجهزة الأمنية خصوصاً بعدما تمكن الانتحاريون من اختراق مناطق شديدة الحراسة في السابق. ولفت مراقبون إلى أن عدداً من ملفات الفساد فتحت في روسيا خلال الآونة الأخيرة وطاولت رؤوساً كبيرة داخل الأجهزة الأمنية. التشدد والفشل والحملة الرئاسية واللافت أن ذلك تزامن مع تشديد القبضة الأمنية على عدد من نواحي الحياة العامة، ما دفع مراقبين إلى التحذير من أن روسيا تسير نحو التحول إلى دولة تحكمها الاستخبارات والأجهزة الأمنية. ولفت معارض يميني تحدث إلى إذاعة "صدى موسكو" أمس، إلى أن تشديد القبضة الأمنية استهدف معارضي الكرملين بدلاً من توجيه الجهود نحو مكافحة الإرهاب. ويتوقع أن تزيد عملية الأمس من سخونة حملة الانتخابات الرئاسية التي بدأت في روسيا، خصوصاً أن الملف الأمني شكّل محوراً أساسياً للجدل القائم. وكان بوتين تعهد بإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وإغلاق الملفات الشائكة في القوقاز. وتضاربت تعليقات المحللين على نتائج هجوم الأمس، وانعكاسه على التحضيرات الجارية للانتخابات. وفي وقت رجح بعضهم أن تشكل ضربة قوية للرئيس الروسي وتزيد من الشكوك حول قدرته على المضي في تسوية سلمية للأزمة الشيشانية، توقع آخرون أن يشكل الهجوم الانتحاري أمس، دفعة قوية من أجل زيادة الإجراءات الأمنية وتعزيز قبضة الكرملين خلال الولاية الثانية للرئيس الروسي.