أكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي تمسكه بقناعة ايرانية بأن الديبلوماسيين الاربعة الذين خطفوا في لبنان العام 1982، احياء في السجون الاسرائيلية، لكن هذه القناعة بدت غير كاملة حينما قال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام محادثاته في بيروت امس، رداً على سؤال ل"الحياة" عن سبب وصف رئيس "القوات اللبنانية" المسجون سمير جعجع بأنه "منبع للمعلومات المهمة من اجل حل هذه المسألة"، "عندنا معلومات وكلما حصلنا على معلومات اكبر وأكثر ستكون قوية ووطيدة اكثر في عمليتنا". وكان السعي الايراني لكشف مصير الديبوماسيين الاربعة في صلب محادثات اليوم الثاني لزيارة خرازي وعائلات الديبلوماسيين للبنان، حيث التقوا رئيس حزب الكتائب وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، فيما تردد ان فريق الوساطة الالماني سيصل بيروت منتصف الاسبوع المقبل للبحث في آلية استئنافها بين "حزب الله" واسرائيل. وكشف خرازي رداً على سؤال ل"الحياة"، ان الرئيس اللبناني اميل لحود وعد بمعلومات عبر السؤال والاستفسار الذي سيتم مع جعجع في سجنه. ورأى ان ادعاء اسرائيل بأن الديبلوماسيين الاربعة ليسوا لديها، "ليس كافياً واذا كان لديها دليل او جواب قاطع فلتبرزهما". ورأى ان المهم في هذه الزيارة "ان قضية الديبلوماسيين وضعت على جدول اعمال المسؤولين اللبنانيين والاحزاب اللبنانية". وكرر خرازي نفيه ان تكون بلاده لديها معلومات تتعلق بمصير الطيار الاسرائيلي رون آراد، وقال: "لكن، بحسب قدرتنا سنبذل ما في وسعنا من اجل حل هذه المسألة لكن يجب ان تعلموا ان هذا مسار موجود بين "حزب الله" والألمان". وعن أهمية ما قدمه الوزير بقرادوني من معلومات، قال خرازي: "المعلومات تحتاج الى تكملة وبعد ان تستكمل نوافيكم بها". ولفت الى ان "القناة الالمانية اثبتت قدرتها في المرحلة الاولى من عملية التبادل ونحن نتوقع في المرحلة الثانية ان يبذل الالمان جهدهم ويؤثرون على اسرائيل للتعاون في هذا الخصوص". وعن لقائه نصر الله، قال انه رآه عازماً على بذل قصارى جهده في خصوص مسألة رون آراد، نافياً تشكيل لجنة لبنانية - ايرانية حالياً، "لكن اذا حصل الجانب اللبناني على معلومات فسيتم تبادلها". وأشار "الى ان مندوبين ايرانيين كانوا التقوا رئيس "جمعية اصدقاء السجين والمعتقل داخل الخط الاخضر" احمد حبيب الله قتل في حادث سير غامض في الناصرة وحصلوا منه على معلومات تؤكد ان الديبلوماسيين الاربعة احياء في السجون الاسرائيلية وسجلوها كلها ولا شك في انها معلومات بامكانها ان تكون مفيدة في هذه القضية". ودعا خرازي كل من يملك معلومات في لبنان عن قضية الديبلوماسيين الى "ان يوافينا بها من دون ان يسوده قلق في شأن ما سيقوله". وأعلن ان السفارة الايرانية ستنشر اعلانات "لمن يريد افادتنا بمعلومات وستتضمن مكافآت". وربط خرازي بين نقل معتقلين لبنانيين الى اسرائيل ونكرانها لذلك تم تبيان انهم في سجونها وبين وجود الديبلوماسيين في احد السجون الاسرائيلية. وتلا رائد الموسوي نجل القائم بالأعمال الايراني المخطوف محسن الموسوي، رسالة باسم عائلات الديبلوماسيين اكد فيها "ان المسؤولية الاولى والاساسية في تحديد مصيرهم تقع على عاتق الحكومة اللبنانية وهذه المسألة طرحت مع المسؤولين اللبنانيين وقبلوا هذه المسؤولية". وأكد بقرادوني الذي التقى خرازي في السفارة الايرانية "ان ملف الديبلوماسيين الذي بدأ إعداده سيدخل من الآن وصاعداً في السرية". موضحاً انه لا يملك "جواباً نهائياً عن مصير الديبلوماسيين ومعرفة ما اذا كانوا احياء او قتلوا". وأضاف: "معظم العاملين الاساسيين في هذا الملف آنذاك اما اصبحوا في ذمة الله او هم خارج لبنان". "الأحرار" و "الأسرى في سورية" استغرب "حزب الوطنيين الأحرار" "لامبالاة اهل السلطة والتزامهم الصمت حيال موضوع الأسرى اللبنانيين في السجون السورية والمفقودين". وأكد في بيان ان قضية هؤلاء "جزء لا يتجزأ من ملف العلاقات بين لبنان وسورية، وهذه القضية غير مشمولة بمرور الزمن وتحتم اللجوء الى كل الوسائل القانونية والسياسية وصولاً الى رفعها امام المحاكم الجزائية الدولية".