واجهت جهود انقاذ محادثات تحرير التجارة العالمية اختباراً في افريقيا أمس حين سعى بعض أفقر دول العالم وأغناها الى ايجاد أرضية مشتركة للتفاوض في شأن محادثات التجارة. وكان الهدف من الاجتماعات التي عقدت في منتجع مومباسا الفخم في كينيا الواقع على ساحل المحيط الهادىء، تضييق الفجوة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا وافريقيا والتي أدت الى انهيار المحادثات التي جرت العام الماضي، من أجل دعم التجارة الحرة، وهو أمر يعد حيوياً للاقتصاد العالمي. وطلبت الدول الافريقية من كبار المسؤولين التجاريين في الاتحاد الأوروبي فتح الاسواق امام السلع الزراعية التي ينتجها ملايين المزارعين إذا ارادوا كسب مساندتها لاحياء المحادثات، ويتوقع ان يطلبوا الأمر نفسه من المسؤولين الاميركيين. وتجري المحادثات تحت رعاية منظمة التجارة الدولية التي تضع قواعد التجارة العالمية. وانهارت محادثات التجارة العالمية في السابق بسبب خلافات في شأن دعم الدول الغنية للمنتجات الزراعية وفي شأن مد نطاق قواعد التجارة لتشمل قطاعات جديدة. وتتعلق المحادثات بازالة قيود تجارية وتقول منظمة التجارة الدولية ان من شأن ذلك ان يضيف 500 بليون دولار لدخول العالمية بحلول سنة 2015، ما ينتشل 144 مليون نسمة من براثن الفقر. ويشارك وزراء التجارة من موريشيوس واوغندا والمغرب في المحادثات التي تستمر يومين، ولكن يبدو انه من غير المحتمل ان يحضر كل الوزراء الذين وجهت اليهم الدعوة للحضور وعددهم 18 وزيراً. ومن المقرر ان يحضر الممثل التجاري الاميركي روبرت زوليك الاجتماعات، ما يعزز محاولات كينيا لاثبات انها مكان آمن اثر تفجير فندق مملوك لاسرائيليين خارج مومباسا عام 2002. ويقوم زوليك بجولة لمدة اسبوعين تشمل اليابان والصين وسنغافورة والهند وتهدف الى اعطاء زخم لجهوده لاحياء المحادثات التي تعثرت في مؤتمر منظمة التجارة الدولية الذي عقد في مدينة كانكون في المكسيك في أيلول سبتمبر الماضي.