تعهدت السلطات التونسية فتح "تحقيق شامل" لمعرفة أسباب وفاة عدد غير محدد من أنصار المنتخب الجزائري وإصابة عدد كبير بجروح خطيرة عقب مباراة كرة القدم التي جمعت "الخضر" مع المنتخب المغربي على ملعب صفاقس الاسبوع الماضي في اطار تصفيات الربع النهائي من منافسات كأس إفريقيا. أكد مصدر رسمي ل"الحياة" في الجزائر أن سفير الجزائر في تونس عبدالعزيز معاوي طلب من وزارة الدولة التونسية للشؤون الخارجية فتح تحقيق رسمي في وفاة عدد من أنصار المنتخب الجزائري وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة عقب مباراة كرة القدم مع المنتخب المغربي على ملعب صفاقسالتونسي. كما ابلغ مدير الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الجزائرية الطلب نفسه الى سفير تونس في الجزائر. وأفاد المصدر ذاته أن تونس تعهدت فتح "تحقيق شامل" في الأحداث التي أعقبت المباراة بين المنتخبين الجزائري والمغربي والتي خلفت حصيلة غير محددة من الضحايا. وجاءت هذه الخطوات الديبلوماسية بعد ثلاثة أيام من نفي وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيان، سقوط قتلى "عقب أحداث الشغب التي أعقبت المبارات". وتأكد رسمياً مساء الجمعة، وفاة مناصرين للفريق الجزائري لكرة القدم بعد المواجهات الدامية مع قوات الشرطة ومواطنين عقب المباراة التي جرت قبل أسبوع، في مدينة صفاقسالتونسية والتي خلفت أكثر من 1500 جريح استناداً الي تقديرات متطابقة، إضافة إلى عدد كبير من الموقوفين وقتلى لم يُعرف عددهم حتى الآن. وذكر مصدر رسمي وفاة كل من الشاب سطاح خالد 27 سنة وعينوش لخضر 26 سنة وهما من منطقة تيسمسيلت 350 كلم غرب الجزائر في "حادث مرور" في مدينة سوسةالتونسية، بحسب الرواية الرسمية، وهذا عندما دخلا في إتجاه معاكس للسير على الطريق السريع للمدينة .ويوجد حاليا أحد مرافقي الضحايا في مستشفى سوسة "في حال صحية خطرة". لكن مناصرين زعموا أنهم شاهدوا الحادث وأكدو أن الضحايا قتلوا عقب مطاردة عنيفة من قبل قوات الأمن التونسي التي كان يرافقها مواطنون يحملون الحجارة بسبب تعرض بعض محالهم التجارية إلى الدمار، وهو ما دفع الجزائريين إلى السير خطأ على طريق معاكس. ومنذ الأربعاء الماضي تبث شبكة "البهجة"، وهي إذاعة حكومية محلية في العاصمة، شهادات عدد من انصار الفريق الجرائري عن "كابوس صفاقس" والمعاناة التي عاشها هؤلاء في تونس. وتضمنت الإفادات الجديدة شهادات عن وفاة أحد مناصري "الخضر" وهو من مدينة باتنة شرق الجزائر، تؤكد انه كان على مدرجات ملعب صفاقس عندما أطلقت الشرطة كلابها صوبه ما اضطره إلى القفز من أحد المدرجات ليلقى حتفه. كما توفي مناصر آخر متأثرا بجروحه في منطقة منزل شاكر على بعد 30 كلم، بعد مشادات مع رجال الأمن الذين تدخلوا بسرعة يدعمهم مواطنون تونسيون استخدموا الحجارة في مطاردة سيارات الجزائريين الذين فروا. وحمل حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري السلطات الجزائريةوالتونسية "مسؤولية اجراء التحريات الضرورية لتقصي الحقائق واتخاذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة هذا الوضع الذي أصبح يمس العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين وبأواصر الاخوة التي تربط بين الشعبين الشقيقين". وعبر الناطق باسم الحزب عبدالسلام مجاهد في بيان تلقت "الحياة" في لندن نسخة عنه أمس، عن "استياء الحزب أمام عجز السلطات الجزائرية عن تنفيذ الاجراءات الديبلوماسية المعهودة في مثل هذه الحالات". وطالب "استجابة لشعور ومظاهر الغضب والسخط التي عبّرت عنها الجماهير في بلادنا، بالتكفل السريع والحازم بهذه القضية، وذلك في اطار روح المسؤولية والرصانة التي تمليهما أواصر الاخوة وحسن الجوار".