سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية الأميركي المستقيل التقى القيادة الفلسطينية في أريحا . شارون لا يعارض مشاركة المقدسيين في الانتخابات ولا يتعهد لباول سحب قواته من مدن الضفة الغربية
أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان حكومته لن تعارض مشاركة الفلسطينيين المقدسيين في الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية، فيما ظلل الغموض الموقف الاسرائيلي إزاء استحقاق انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من المدن الفلسطينية قبيل اجراء هذه الانتخابات في التاسع من كانون الثاني يناير المقبل. واعتبر مراقبون هذا الأمر الأخير انتقاصاً من"انجاز"، كان وزير الخارجية الاميركي المستقيل كولن باول يأمل بالاعلان عنه في زيارته الاخيرة التي التقى فيه مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين للمنطقة قبل انتهاء مهمته رئيساً للديبلوماسية الاميركية. وامتنع باول خلال مؤتمر صحافي عقد في أريحا في نهاية لقاء ضمه مع عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين، من بينهم رئيس منظمة التحرير محمود عباس ورئيس الوزراء احمد قريع ووزيرا الشؤون الخارجية والمفاوضات نبيل شعث وصائب عريقات، عن الاشارة الى"تعهد"اسرائيلي بسحب جيش الاحتلال من المدن الفلسطينية التي اعاد احتلالها قبل عامين ونصف عام. ودعا باول الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى"التنسيق والتعاون"لإنجاح عملية اقتراع نزيهة وديموقراطية، واضعاً مسؤولية"عدم تعطيل عملية الانتخابات"على من وصفهم ب"الارهابيين". واشاد"بما سمعه من الاسرائيليين عن موافقتهم على مشاركة الفلسطينيين"في القدس في الانتخابات بحسب الاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهذا الشأن في العام 1995. وفي المقابل عاد باول واكد التزام الادارة الاميركية باقامة دولة فلسطينية"تعيش الى جانب اسرائيل"، وشدد على ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واجزاء في شمال الضفة الغربية بما يعرف اسرائيلياً ب"خطة فك الارتباط الآحادية الجانب"الاسرائيلية هو جزء من خطة"خريطة الطريق الدولية". وقالت مصادر فلسطينية شاركت في الاجتماع ان باول حاول التخفيف من وطأة تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن تأجيل اقامة الدولة الفلسطينية الى العام 2009 بدلا من 2005 وهو الموعد الذي تنص عليه"خريطة الطريق"بناء على"رؤية بوش"في هذا الصدد. واشارت المصادر الى ان باول حاول ان يشرح ان"بوش كان يعني ان الدولة الفلسطينية ستقام خلال ولايته الثانية والتي تنتهي في العام 2009 وليس بالضرورة في هذا العام بالذات". وتأتي زيارة باول كإيماءة من واشنطن نحو نيتها تدشين مرحلة جديدة في العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية في فترة ما بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ووصف وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث اللقاء ب"الايجابي والبناء"، مشيراً الى انه تم بحث قضايا عملية السلام والانتخابات الفلسطينية وخطة"خريطة الطريق". غير ان المسؤولين الاسرائيليين قللوا من"اي مغزى سياسي"لمواقف او تصريحات باول الذي وصفته اوساط سياسية اسرائيلية حسب صحيفة"يديعوت احرنوت"العبرية بأنه"بطة عرجاء". واستبعدت هذه المصادر حدوث اي تغير سياسي حقيقي على الارض في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، قبل تولي خلفه كوندوليزا رايس مهام منصبها وزيرة للخارجية في بداية العام المقبل. ورغم وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون لباول بأنه"صديق عزيز"، فإن الاسرائيليين لا يخفون ارتياحهم من تولي رايس الكرسي الوحيد في ادراة الرئيس بوش الذي كان يعتبر صاحبه المعتدل الوحيد في الادارة السابقة. ودللت اوساط فلسطينية على"عدم اكتراث"اسرائيل بزيارة باول الوداعية بقيامها باغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين بالتزامن مع اللحظة التي حطت فيه طائرته على ارض المطار في اللد-تل ابيب. وكان باول وصل الى المنطقة في طريقه للمشاركة في"مؤتمر شرم الشيخ"لدول الجوار مع العراق مساء الاحد، وعقد اجتماعين متتاليين مع شارون ووزير خارجيته سلفان شالوم، قبل ان يتوجه الى اريحا للقاء المسؤولين الفلسطينيين. وتركزت محادثات باول مع المسؤولين الاسرائيليين على الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية والخطوات الواجب على اسرائيل اتخاذها في هذا الصدد. وتعهد شالوم أمام ضيفه أن"تعمل اسرائيل كل ما في وسعها لازالة العراقيل التي تقف في وجه التحضيرات الفلسطينية للانتخابات وتخفيف القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين"، ولكنه امتنع عن الاشارة الى ما اذا كانت اسرائيل تنوي سحب قواتها من المدن الفلسطينية. واثارت تصريحات شالوم مخاوف الفلسطينيين من ان تكون الحكومة الاسرائيلية لا تنوي سحب جميع قواتها من مناطق السلطة الفلسطينية او تقوم بذلك فقط في اليوم الذي ستجري فيه عملية الاقتراع. وكانت مصادر سياسية قالت في وقت سابق انها"ستدرس سحب الجيش اذا ما تم تقديم طلب رسمي بذلك"، من دون ان تفصح بدورها عن هل سيكون الانسحاب نهائيا ام سيعود الجيش الاسرائيلي الى اقتحام هذه المناطق متى شاء ذلك.