سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منع العشرات من ناشطي السلام الدوليين والاسرائيليين من المساعدة في قطف الزيتون . جيش الاحتلال يوفر غطاء للمستوطنين في اعتدائهم على المزارعين الفلسطينيين
اتهم الفلسطينيون وناشطون سلام اجانب ويساريون اسرائيليون جيش الاحتلال الاسرائيلي بتوفير الغطاء للمستوطنين اليهود الذين يعتدون على المزارعين ويمنعونهم من قطف ثمار زيتونهم بهدف سرقة محاصليهم والاستيلاء على ارضهم وذلك بعد ان منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي العشرات من ناشطي السلام وحركة "تعايش" الاسرائيلية من دخول قرية الزاوية قضاء نابلس لمساعدة المزارعين هناك في قطف ثمار كروم الزيتون. وحظر الجنود الاسرائيليون المتركزون على حاجز مستوطنة "اورانيت" اليهودية اكثر من 100 متطوع من الانضمام الى المزراعين واعتقلوا ثلاثة منهم بعد ان اصر هؤلاء على اجتياز الحاجز. واعلن الجنود القرية والكروم المحيطة بها منطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول اليها. وعلل الجيش الاسرائيلي سلوكه بأنه اجراء للحيلولة دون احتكاك المستوطنين اليهود مع المتطوعين الذي جاؤوا اصلا لتوفير نوع من الحماية للمزارعين الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين. غير ان المتضامنين الاجانب يرون ان تصرفات الجيش الاسرائيلي تأتي في اطار التنسيق مع المستوطنين الذين يسعون الى منع اي حركة تضامنية مع الفلسطينيين. وفي هذا الشأن، اعترفت الشرطة الاسرائيلية بوقوف "مجموعة منظمة" من المستوطنين اليهود وراء ثلاثة اعتداءات على الاقل منذ بداية الشهر الجاري ضد المتضامنين الاجانب اصيب خلالها عضو في منظمة العفو الدولية "امنستي" وناشطة سلام اميركية بكسور وجروح استدعت نقلهما الى المستشفى. وسجل الاعتداء الاخير قبل اسبوعين بالقرب من بلدة "طوبا" جنوبالضفة الغربية حيث هجمت مجموعة من المستوطنين الملثمين المسلحين بهراوات وسلاسل وحجارة على كيم لامبارتي وزميلها واوسعوهما ضربا. جاء ذلك عندما كانت مجموعة من الاجانب ترافق تلامذة فلسطينيين لمساعدتهم على الوصول الى مدرستهم التي لا بد لهم من اجل الوصول اليها من المرور عبر شارع مخصص لمستوطنة "معون" حيث يتعرضون دوما لاعتداءات المستوطنين. ومنع الجيش الاسرائيلي الاجانب بعد هذا الاعتداء من مرافقة التلامذة ولم يلق القبض على اي من المستوطنين. وكانت لامبارتي اكدت ان دروية الجيش الاسرائيلي لم تحضر الى موقع الاعتداء الا بعد نصف ساعة من وقوعه مضيفة: "لو ان الحديث يدور عن فلسطينيين لكان الجيش اعتقل جميع اهالي القرية". واعرب عدد من الفلسطينيين عن قلقهم البالغ ازاء فرض قيود جديدة حتى على حركة وتنقل ناشطي السلام من اليسار الاسرائيلي بعد ان كانت سلطات الاحتلال حظرت دخول ناشطي السلام الاجانب من المؤيدين للقضية الفلسطينية الى الضفة الغربية بدون تصاريح مسبقة ومنعت دخول من تشك بانهم من المتضامنين مع الفلسطينيين من السفر عبر المطار. وقال احد المواطنين في اشارة الى الجيش الاسرائيلي: "انهم لا يرحمون ولا يريدون لرحمة الله ان تنزل. الجنود لا يحركون ساكنا امام عمليات الاعتداء والسرقة التي يقوم بها المستوطنون لكرومنا وها هم يمنعون من يريد مساعدتنا والتعجيل في الانتهاء من موسم القطاف من ذلك". وكانت مجموعة من المستوطنين اليهود هاجمت الفلسطينيين في قرية صوريف، قضاء الخليل جنوبالضفة الغربية يوم الجمعة وحاولت الاستيلاء على اكياس الزيتون التي جمعوها. وعندما وصلت قوة من الجيش الاسرائيلي أرغمت المزارعين على العودة الى منازلهم ومنعتهم من مواصلة قطف الزيتون واعلنت المنطقة عسكرية مغلقة يحظر الدخول اليها. ويتكرر مشهد "معاقبة" المزراعين بمنعهم عن قطف ثمار الزيتون في كل مرة يعتدي المستوطنون عليهم من دون مساءلة للمعتدين. وفي كروم الزيتون التي لا يوجد قربها مستوطنات يهودية يقف جيش الاحتلال والجدار الاسرائيلي للمزارعين بالمرصاد كما يحدث منذ اسبوعين للقرى المحيطة بمدينة جنين حيث يرفض الجيش الاسرائيلي فتح بوابات الجدار والسماح للفلسطينيين بالوصول الى اراضيهم ما يهدد موسم الحصاد هذا العام بالهلاك. وقال احد المتضامنين الاجانب مع الشعب الفلسطيني ل"الحياة": "يكفي ان يمضي المرء يوما واحدا في الضفة الغربية ليعرف كيف تفرض سلطات الاحتلال نظام "ابارتهايد" يفوق الذي ساد جنوب افريقيا العنصرية بشاعةً وكيف يتم حرمان الفلسطينيين من أرضهم بينما يسمح للمستوطنين بان يسرقوا ثمار تعب الفلسطينيين وعرقهم. انهم يحملون الاكياس التي تعب كل افراد العائلة لملئها في ظل الخوف والارهاب .. ويضعونها في سياراتهم ببساطة".