فجر محمد عثمان الفيلكاوي أمين سر الاتحاد الكويتي لكرة القدم مفاجأة مدوية في الشارع الرياضي الخليجي بحديثه عن وجوب انقاذ كرة القدم في الكويت من مصاعب لوجستية كانت هي السبب فيما يحدث لها حاليا . وجاء حديث الفيلكاوي وهو شخصية تنفيذية تاريخية في مسيرة العمل الاداري في دولة الكويت اشبه بالدور والتأثيرالذي كان يقوم به عبد الرحمن بن دهام في امانة اتحاد كرة القدم السعودي ليكشف جانبا مهما من الازمات الرياضية في الكويت التي تعتبر رقما صعبا في الخريطة الكروية الخليجية . وقد مرت كرة القدم في الكويت بثلاث مراحل يمكن اعتبارها منعطفات ومفاصل تاريخية كان لها اثرها على ما حدث فيما تلاها : الاولى: في عام 1976 عندما حققت الكويت دورة الخليج الرابعة التي جرت في قطر حيث اتهمت الكويت بأنها حققت الدورة نظرا لعدم وجود منافس قوي وتمثل في العراق وشاركت الاخيرة في النسخة الرابعة من الدورة وخسرت النهائي بمباراة فاصلة تاريخية بأربعة اهداف مقابل هدفين تعملق فيها عبد العزيز العنبري وفيصل الدخيل والمرعب جاسم يعقوب ونتج عن هذه البطولة سيادة كاملة للكرة الكويتية توجت بكأس اسيا 1980 كأول فريق عربي يحقق اللقب القاري ومن ثم التأهل الى كأس العالم في اسبانيا 1982 . الثانية: في عام 1984 الذي شهد اعتزال مجموعة كبيرة من نجوم منتخب الكويت ولم تكن الاجهزة الفنية ولا حتى الادارية قد خططت او استعدت لهذا الرحيل شبه الجماعي لنجوم لم تقدم كرة القدم الخليجية مثلهم ونتج عنه تراجع على صعيد التنافس في قارة آسيا وفقدان الامل في التأهل الى كأس العالم مرة اخرى... والاكتفاء بالتنافس فقط على لقب دورة الخليج والاخيرة تم التناوب عليها مع العراق في ظل استمرار القوة السعودية التي كسرت مع كأس الخليج في 1994 بالامارات . الثالثة: ادت تداعيات احتلال الكويت من قبل العراق في 1990 الى بروز اولويات اخرى امام الشارع الرياضي وأثرت تجربة الاحتلال في نمط التفكير في المجتمع الكويتي وتراجعت كرة القدم من حيث الاهتمام في مواجهة التهديد الامني الذي كان يشكله الجار العراقي في ذلك الحين ليتحول الدوري الكويتي الى مسابقة تفتقد للنجوم والجماهير والاهتمام ... وفي دورة الخليج الاخيرة بالكويت شهدت البلاد لأول مرة حركة معارضة رياضية تمثلت في لوحات رفعتها جماهير قليلة تطالب بالتغيير في اتحاد الكرة وحدث التغيير برئاسة الشيخ احمد اليوسف للاتحاد لكن التغيير الذي طالب به بضع عشرات من الاشخاص لم يكن هو المطلوب. المشكلة وفق الواضح من تصريحات الفيلكاوي تحتاج الى حلول اكبر من تغيير الاشخاص... تحتاج الى مشروع وطني كويتي لعودة كرة القدم في ذلك البلد الى سابق عهدها ولتعاد مقولة روجت في اوائل الثمانينات: "الكويت بلد النفط ونجوم كرة القدم".