تروج في أيدي السوريين راهناً، مجموعة كبيرة من المنتجات الرقمية المتطورة. وصار بعض تلك الادوات بمثابة "الهوس" في تجريبها واقتناء المزيد منها. واعتبر بعضهم ان لا منازع ل"تقنية المستقبل" التي يتمدد سوقها باطراد. وظهرت مواقع على الشبكة الدولية لعرض أحدث الابتكارات. وخصصت جوائز أخرى مغرية لمن استخدمها على الشكل الأمثل. واقتفت هيئات دولية أثرها ورصدت جوائز مشابهة. وتميز الأوائل من متني تقنية الديجيتال من السوريين بعلو كعبهم من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. وسار في أثرهم اناس من الطبقات كلها. الفضل للكاميرا يعود الفضل لكاميرات التصوير الرقمية في تشجيع السوريين على اقتناء الأجهزة الرقمية التي تغطي استخداماتها الاحتياجات المختلفة. وغدت الكاميرات الرقمية أثيرة لدى الصحافيين وهواة التصوير الفوتوغرافي لما لها من ميزات عدة متطورة، إضافة الى تصاميمها الأنيقة. واقتنى وليد حمامية مصور فوتوغرافي كاميرا "سامسونغ" رقمية لالتقاط الصور التي تبرز العادات الشعبية في المدن السورية. وهدف الى المشاركة بها في الدورة الثامنة من "اللقاء الفوتوغرافي الدولي" الذي تنظمه "صالة الجسر" للفنون التشكيلية في حلب. وشهدت الدورة السابقة من اللقاء، الذي اصبح تقليداً سنوياً، مساهمات دولية عدة. واتسمت المشاركات بحضور فاعل للصور الرقمية. وعزا وليد انتشار هذا النوع من الكاميرات في سورية الى سهولة استخدامها، ولأنها تقتصد المال اللازم لشراء الافلام، اذ استعاضت عنها ببطاقة الذاكرة الالكترونية التي تتسع لعشرات الصور بحسب نوع الكاميرا المستخدمة: "أحتفظ فقط بالصور الملتقطة بطريقة فنية على جهاز الكومبيوتر. وأنسخ ما يلزمني منها في معامل التحميض، بعد نقل الصور الى قرص مرن او اسطوانة مدمجة او من بطاقة الذاكرة مباشرة، ما يوفر المرونة في العمل". ولفت صاحب محل لبيع كاميرات فيديو رقمية الى الاقبال المتزايد على اقتناء هذه الآلات التي لا تحتاج الى مهارة في التعامل معها، كما هي الحال مع الكاميرات العادية. وانتقد القوانين السورية "التي لا تقر بالوكالة الحصرية للأجهزة والأدوات المستوردة، ما يوقع المستوردين في ورطة اذا ما طرحت في الاسواق منتجات الشركة المصنعة نفسها، وخصوصاً عندما تستورد من طريق الوكيل اللبناني". كما لقيت الهواتف النقالة المزودة كاميرات رقمية الاهتمام نفسه، وراح السوريون، من مختلف الشرائح الاجتماعية، يستبدلون الأجهزة التي تتيح التقاط الصور الفوتوغرافية والكليبات، ويستغنون عن أجهزتهم القديمة. وساعدهم في ذلك انخفاض أسعار بعضها الى حد يسمح بالافادة من تطبيقاتها الذكية "التي تساعدك على إضفاء الطابع الشخصي بالأسلوب الذي تريده" وفق تعبير أحد الاعلانات التي حملتها سيارة جابت معظم شوارع المدن السورية، داعية السوريين الى "الاستمتاع" بهذه التكنولوجيا الجديدة. وسارعت السينما الى اثبات حضورها، ولو في شكل متأن. ولم تتجاوز الاعمال السينمائية السورية التي اعتمدت على تقنية الديجيتال في التصوير عدد أصابع اليد الواحدة على رغم الانتشار الواسع على الصعيد العالمي. وتوقع المخرج نبيل المالح اثناء عرض فيلمه الاول "غراميات نجلا" في حلب، وهو أول فيلم سوري يستخدم هذه التقنية، ان تعتمد السينما في شكل كلي على تقنية الديجيتال "التي ستغزو السينما السورية في المستقبل". وأوضح أنه يجري التحضيرات لاخراج "رحلة صيد" البريطاني بالاسلوب نفسه. بينما أنهى محمد ملص عمليات التصوير لفيلمه "شمس الأصيل" الذي تدور أحداثه في حلب، متكلاً على كاميرا رقمية تختصر الوقت والجهد ونفقات الانتاج. وتعدت قائمة الاجهزة الرقمية آلات التصوير الى أجهزة عرض الفيديو والأقراص المدمجة ال"سي دي" التي يكاد لا يخلو اي بيت في سورية منها. وكذلك الى أجهزة الهاتف الثابت المزودة ذاكرة رقمية لتسجيل الرسائل الصوتية الواردة اليها. ومن أهم الاجهزة الالكترونية المستقبلات الرقمية الخاصة بالسواتل التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم. وضمنت هذه المستقبلات ضبط الصورة والألوان للتعبير عن الحدث المنقول في شكل واقعي بعد استقرار الكثير من الاقمار الاصطناعية بأقنيتها الرقمية في مداراتها الفضائية. الإنترنت محرّض فاعل وحرّض موقع بي بي سي. كوم bbc.co.uk في الانترنت على امتلاك كاميرات رقمية. وشهد إقبالاً لافتاً من السوريين في شهر رمضان المنصرم، ودلّ على ذلك حجم مشاركتهم بالصور الفوتوغرافية المنشورة في الموقع، والتي تبرز "مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر رمضان سواء كانت تظهر معلماً او أثراً دينياً فريداً او ذات طابع شخصي من واقع المجتمع الاسلامي". واشترط الموقع ان تكون الصور المرسلة اليه غير منقولة من اي مصدر آخر، على ان تمنح الهيئة العامة للإذاعة البريطانية صاحبة الموقع حق نشر واستخدام الصور بأي شكل من الاشكال من دون مقابل مادي. وأتاح الفرصة للمشاركة برسائل صوتية أو مصورة بكاميرا فيديو رقمية. وتقدم مواقع اخرى على الانترنت مساحة مجانية لتشكيل ألبومات خاصة بالصور الرقمية. وقال احمد علبي 21 عاماً، طالب جامعي انه أنشأ ألبوم صور خاصاً بأفراد أسرته على موقع ياهو. كوم yahoo.com الذي يوفر مثل هذه الخدمة: "يتطلب الامر تسجيل بيانات في الصفحة photos وتحديد اسم المستخدم وكلمة السر. وفي النهاية يمكن الحصول على مساحة ثلاثين ميغابايت مجانية أو أكثر، بحسب نوع الاشتراك وطريقة اختيار الألبوم لتحميل الصور الرقمية داخله. وهناك خيار لمشاركتها مع ألبومات اخرى". وأوضح عبدالستار الشيخ أحمد سوري مقيم في دولة الكويت انه اشترى كاميرا فوتوغرافية رقمية بهدف التقاط الصور المناسبة للاشتراك في مسابقة كويت نيوز. كوم kuwait news.com الموقع الذي ترعاه إحدى المؤسسات الكويتية الخاصة لأفضل صورة ديجيتال وذلك "لتشجيع مستخدمي الانترنت من الجمهور المحلي على هواية التصوير الرقمي"، وفق ما جاء في الموقع. وقال: "ملأت الصفحة الخاصة ببيانات المشترك وارسلت خمس صور لبعض المواقع المدنية والبحرية في دولة الكويت وأنا في انتظار التقويم النهائي من لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة. والحال انها سمحت بالاشتراك للمواطنين المقيمين في الدولة على حد سواء بغض النظر عن العمر، ورصدت جوائز مغرية من اجل ذلك". من جهته، واظب عبدالستار عزيزي 25 عاماً، عامل في مجال التصوير على ارتياد مواقع الانترنت المتخصصة في مزاولة مهنته والتي تعنى عناية خاصة بالكاميرات الرقمية، ومنها photo highway.com وworld photo gallery وzing.com وذلك للافادة مما تعرضه هذه المواقع من صور فوتوغرافية. ولم يتخلف بعض الهيئات والمنظمات الدولية عن تزويد قطار التقنية الرقمية بالوقود. فرصدت "اليونسكو" منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة جائزة للفنون الرقمية، وهي عبارة عن منحة مدتها ستة شهور الى معهد "العلوم والفنون الاعلامية المتقدمة" في مدينة قفيو اليابانية، واضافت اليها جوائز نقدية تراوح بين الثلاثة آلاف والخمسة آلاف دولار أميركي. وتقبل مشاريع الأبحاث في مختلف المجالات الاعلامية بما فيها الخاصة بالفنون والموسيقى الرقمية على ألا يزيد عمر المتقدم عن 35 عاماً. و منحت تسهيلات خاصة لمواطني الدول النامية.