فقدت الجزائر، مساء الإثنين، إحدى أبرز منشآت تسييل الغاز الطبيعي المصدّر إلى الخارج بعد انفجار عنيف في المركب الصناعي في سكيكدة دمر ثلاث وحدات كبيرة تشكل 23 في المئة من الطاقة الإنتاجية للبلاد، أي ما يعادل ثلاثة ملايين طن سنوياً 3،6 بليون متر مكعب. وقُتل في الحادث 27 شخصاً بينهم تقنيون ومهندسون ورجال أمن. وأكد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ان التزامات بلاده للمستوردين لن تتأثر. وتوقف تصدير الغاز المسيل عبر البواخر في اتجاه كل من إيطاليا، إسبانيا، الولاياتالمتحدة، تركيا، اليونان وفرنسا. وتوقع محللون أن تواجه الجزائر أزمة مع كبار المستوردين خصوصاً في ما يتعلق بالتعويض المالي، أو توفير موارد بديلة لهذه الدول. وأوضح وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان الانفجار تسبب في اتلاف وحدات ومنشآت لتسييل الغاز وتضرر المحطة الكهربائية الواقعة قرب المركب لكن من دون ان تلحق بها خسائر كبيرة. وخلف الانفجار خسائر مادية كبيرة إذ تضررت ثلاث وحدات لتسييل الغاز من أصل ست، كما انهارت بنايات عدة بينها ثلاث بنايات ادارية بما فيها بناية المديرية وبناية خاصة بأمن المنطقة الصناعية وبناية الأمن. وأعلن مصدر رسمي مقتل 25 شخصاً في الحادث، وقال ان 43 مصاباً من بين 74 غادروا المستشفى بعد خضوعهم للاسعافات الاولية، فيما نقل خمسة آخرون إلى مستشفى عنابة ووضع 26 تحت الرقابة الطبية في مستشفى سكيكدة. وتواصلت عمليات الاسعاف والبحث تحت الانقاض إلى ساعة متقدمة مساء أمس وظلت الجرافات تشتغل باستمرار لانتشال ضحايا بينهم أعوان أمن يُعتقد أنهم محصورون بين مباني دمرها إنفجار محطة التسخين. وغلبت مشاهد الدمار والتفحم على مختلف وحدات المركب الصناعي الذي يشتغل فيه أكثر من 1200 عامل، وتناثرت بين الأزقة والممرات سيارات تحولت الى مجرد هياكل متفحمة مما يدل على قوة الانفجار وشدة الحرائق التي تلته والتي لم تتم السيطرة عليها سوى فجر الثلثاء. وقطع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة جولة كان يقوم بها إلى ولايات الشرق الجزائري وانتقل إلى ولاية سكيكدة، صباحاً، واطلع على وضع المصابين وظروف التكفل بهم في مستشفى المدينة. كما تفقد مكان الحادث ووقف على الخسائر التي لحقت بوحدات المنطقة الصناعية. وأعلن رئيس الجمهورية أن "تحقيقاً سينجز واجراءات ستتخذ في شأن هذه الكارثة". ودعا إلى تعويض الشعب الجزائري "بأكثر مما فقد". وحض على ضرورة "التآزر حتى يبنى الوئام". وتعهد بوتفليقة خلال تفقده المركب الصناعي في سكيكدة بأن تحترم الجزائر "كل التزاماتها مع شركائها في ما يخص تموينهم بمادة الطاقة". وجدد اقتناعه بأن الحادث "لن يثني الدولة الجزائرية عن الوفاء بالتزاماتها مع شركائها". ودعا إلى ضرورة "تجديد المنطقة الصناعية ومحو آثار الكارثة التي أصابتها مساء الاثنين وذلك من خلال اشراك مؤسسات عدة والعمل ليل نهار وتوظيف تضامن الدول العربية الشقيقة والمتوسطية الصديقة". وكشف بوتفليقة تلقيه مكالمة هاتفية من العاهل المغربي محمد السادس بعد لحظات من وقوع الحادث، وأكد أن العديد من الدول أبدت استعدادها لتقديم المساعدة. وقال سكان من مدينة سكيكدة ان دوي الانفجار الذي هز المدينة في حدود السادسة و43 دقيقة مساء الإثنين تسبب في تحطيم نوافذ المنازل والمحلات وأثار حال ذعر بين السكان الذين فروا من أماكن سكنهم لاعتقادهم أن الأمر يتعلق بزلزال عنيف أو حادث إرهابي كبير.