رفضت الولاياتالمتحدة تحميلها مسؤولية تحطم طائرة "الخطوط الجوية السودانية" في مدينة بورتسودان الذي أودى بحياة 115 راكباً، واكدت ان الحظر الاقتصادي المفروض على السودان لا يمنع توفير قطع الغيار للطائرات المدنية. وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب ريكر ان العقوبات الاميركية المفروضة على السودان لا تمنع تسليم قطع غيار للطائرات إذا قدم السودان طلباً بذلك. وأضاف ريكر: "على رغم خضوع السودان ودول اخرى متهمة بدعم الارهاب الى عقوبات اميركية، ففي الإمكان تسليم رخص خاصة لكل حالة منفصلة لتصدير سلع وخدمات وتكنولوجيا ترمي الى توفير سلامة النقل الجوي والطائرات التجارية الاميركية الصنع". ولم يؤكد ريكر أو ينفي ما إذا كانت السلطات السودانية تقدمت بمثل هذا الطلب، لكنه أوضح ان دولاً اخرى في الوضع ذاته تمكنت في الماضي من الحصول على قطع غيار لطائرات مدنية اميركية الصنع، على رغم العقوبات المفروضة عليها. وجاء كلام المسؤول الاميركي بعد تحميل وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل واشنطن المسؤولية عن تحطم طائرة الخطوط السودانية بسبب الحظر الاقتصادي الاميركي على السودان. وقال اسماعيل خلال مشاركته في الاعمال التحضيرية لقمة الاتحاد الافريقي في موزمبيق ان "الحادث هو نتيجة مباشرة للعقوبات الاميركية التي تسببت في نقص قطع الغيار لصيانة طائرات بوينغ الاميركية الصنع". وتابع ان الطائرات المنكوبة وهي من طراز "بوينغ 737" دخلت الخدمة منذ العام 1974 ولم تجر لها عمليات صيانة منذ خمسة أو ستة أعوام. لكن المدير العام لشركة "الخطوط الجوية السودانية" أحمد اسماعيل زمراوي، اكد ان الطائرة كانت "تتمتع بحالة فنية ممتازة، وتحركت في الرحلة بحالة فنية مكتملة، وليس هناك أي مؤشرات تعكس ان هناك خللاً فنياً بسبب صيانة الطائرة". ووعد في مؤتمر صحافي بكشف الحقائق فور اكتمال التحقيقات وفحص معلومات الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة. وذكر وزير الدولة للطيران محمد الحسن الباهي ان قائد الطائرة لم يطلب اتخاذ اجراءات طوارئ في مطار بورتسودان مما يشير الى ان الخلل في الطائرة لم يكن كبيراً. واكد وكيل وزارة الطيران طه عبدالله ان صلاحية الطائرات المستخدمة في "الخطوط السودانية" لم تتأثر بالحظر الاميركي، وان الشركة ظلت تحصل على قطع الغيار عبر وسطاء بأسعار أعلى ما ترك اثراً على تكلفة التشغيل. وأوضح ان "الطائرات السودانية لها صلاحيات ممتازة بشهادة السلطات المختصة بالتراخيص في الطيران المدني". وقال ل"الحياة" امس ان الطائرة التي تحطمت فحصت في الاسبوع الأخير من الشهر الماضي، وظلت تخضع للفحص قبل الاقلاع وبعده في كل رحلة. وكشف مسؤول المطارات والتفتيش في شركة "الخطوط الجوية السودانية" محمد صالح الكناني ان الصندوق الاسود للطائرة المنكوبة سيفتح في المانيا أو بريطانيا، كما ان وفداً من شركة "بوينغ" الاميركية سيصل الخرطوم لاحقاً لإجراء تحقيق في الحادث الذي تعرضت له الطائرة وتحديد سبب تحطمها، ومعرفة ما إذا كانت هناك مشكلات فنية مرتبطة بتصنيع الطائرة. واضاف ان المعلومات المتوافرة حتى الآن عن سقوط الطائرة محدودة، وان قائد الطائرة عوض بلال أبلغ برج المراقبة بتعطل محرك الطائرة الأول ما أحدث شللاً في حركتها، وانه استطاع تشغيل المحرك الثاني "لكن شيئاً ما حدث سريعاً أدى الى تحطم الطائرة، وهو أمر لا يمكن معرفته إلا بعد فحص معلومات الصندوق الاسود".