عاش "مركز عمان الدولي للمعارض" أربعة أيام مع آخر صيحات التكنولوجيا، عبر "كومكس عُمان - 2003". هل يمكن حقاً لهذه الثورات ان تحتفظ طويلاً بصيحاتها أم أنها تغير ملامحها باستمرار لتبقي المهووس بالجديد في حسرة دائمة؟ سعى المعرض الى عرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الرقمية. وخصص قسمه الأول لرجال الأعمال والمستثمرين في مجال تقنيات الكومبيوتر والبرمجيات والاتصالات. وافرد القسم الثاني من المعرض لتقديم أحدث النظم في التجارة الالكترونية واعمالها المختلفة. وشاركت في المعرض مئة شركة محلية وعالمية. بطاقة الانترنت المدفوعة لم يستقطب ركن "الشركة العمانية للاتصالات" الطوابير التي تعود عليها. وبقي موظفوه يترقبون زائراً تأخر في المجيء. ويلاحظ أحد عارضيه، مطلا من خلف كمبيوتر محمول، أن الشركة في معرض هذا العام اكتفت بعرض خدماتها فقط أمام الزبائن. عرضت شركة "عُمان تل" خدماتها المغرية مثل تقديم الأرقام المميزة في خدمة بطاقة النقال المدفوعة الأجر، وتخفيض خدمة الاشتراك في الانترنت الى النصف، وقدمت نوعين من بطاقة "أفق" المدفوعة الأجر في مجال الانترنت. سوق الكترونية "شعبية" في احد اقسام المعرض، عج المكان بالباعة والمشتركين. وتمازجت اصوات البشر والأجهزة، فكأن المكان أحد الأسواق الشعبية، وعرضت أقراص صلبة ومرنة وتكدست البرامج وعلق بعضها على حوامل تنوء بها. وهبطت أسعار أجهزة الكمبيوتر إلى ثلاثمائة دولار تقريبا مع ضمان مدته سنتان. يقول البائع انه يتلاعب بالقطع الداخلية من حيث أسعارها ولو باع عشرة اجهزة فإنه يفترض ان احدها سيعاني من المشكلات خلال هاتين السنتين. ولكنه يرى المعرض فرصة للتعريف بشركته. وتتفاوت أسعار أجهزة الكومبيوتر في شكل كبير جداً، فشراء جهاز شخصي بنوعية عالية قد يكون ثمنا لخمسة أجهزة كاملة. وبيَّن احد الزوار انه لا يمانع في شراء هاتف رخيص، وهو يعرف ان مكوناته تم تجميعها محلياً، لكن ما دامت هناك فترة للضمان تمتد سنتين. "لا أحتاج أكثر من ذلك لأن أجيالا جديدة ستظهر... ان إحالة جهاز غال الثمن الى التقاعد اصعب على النفس من تقاعد جهاز رخيص"!