تُعقد الاربعاء المقبل "قمة نفطية" اميركية - سعودية يُشارك فيها وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ووزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام وتتناول مستقبل امدادات الطاقة الى الاسواق الدولية، التي تؤثر في معدلات نمو الاقتصاد الاميركي راجع ص 15، في فترة ما بعد الحرب على العراق ومشاريع الطاقة السعودية التي وردت ضمن مبادرة الغاز. وجاء الاعلان عن زيارة ابراهام الى الرياض ضمن تفاصيل جولة سيبدأها الوزير مطلع الاسبوع في فرنسا ثم قطر والسعودية واسبانيا لمناقشة مسائل الطاقة الدولية. وسيشارك ابراهام في باريس غداً والثلثاء في الاجتماعات الوزارية لوكالة الطاقة الدولية قبل ان يسافر الاربعاء الى الدوحة ليلتقي رئيس "اوبك" وزير الطاقة عبدالله العطية وغيره من كبار المسؤولين القطريين ثم ينتقل الى الرياض للقاء الوزير النعيمي ومسؤولين آخرين على ان يغادر الخميس الى مدريد ليلتقي مسؤولين حكوميين. ويعقد اللقاء بين ابراهام وكل من العطية والنعيمي بعد اسبوع تقريباً من انعقاد الاجتماع التشاوري لوزراء "اوبك" في فيينا الخميس الذي اسفر عن قرار برفع حصص انتاج الدول الاعضاء 900 الف برميل يومياً اعتباراً من اول حزيران يونيو وخفض فائض المعروض. ويعقد وزراء "اوبك" اجتماعاً آخر في الدوحة يوم 11 حزيران في موعد قد يتزامن مع عودة صادرات النفط العراقي الى الاسواق الدولية. ولم تعلن الرياض اي شيء عما يمكن ان تثيره من مواضيع اثناء زيارة سبنسر ابراهام واكتفت وكالة الانباء السعودية ببث نبأ الزيارة فقط. الا ان من المتوقع ان يثير الوزير الاميركي "المسألة العراقية" ومستقبل الصادرات النفطية العراقية وتأثيرها المباشر في الاسعار ودورها في استقرار الامدادات الدولية لاحقاً. كما من المتوقع ان يشكر الوزير الاميركي المسؤولين السعوديين على مبادرتهم بتأمين الامدادات الى الاسواق الاميركية والدولية اثناء انقطاع الامدادات من فنزويلا ولاحقاً من نيجيريا ثم من العراق عندما رفعت السعودية انتاجها الى اكثر من 9.5 مليون برميل يومياً. وكانت اسعار النفط انخفضت في الاسواق الدولية للجلسة الرابعة على التوالي مساء الجمعة مع محاولة السوق استيعاب قرار "اوبك" المفاجئ برفع سقف انتاجها الرسمي وتعهدها في الوقت نفسه بخفض فائض امدادات المعروض في السوق. وبلغ سعر العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي الخفيف غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران عند الاقفال في بورصة نيويورك التجارية نايمكس 26.26 دولار للبرميل منخفضاً 38 سنتاً او 1.4 في المئة عن اقفال اليوم السابق ليهبط بذلك 15 في المئة هذا الاسبوع سجل خلالها ادنى مستوى له في خمسة شهور الخميس. وتراجع سعر خام القياس الاوروبي "برنت" عند الاغلاق في البورصة الدولية في لندن واحداً في المئة الى 23.90 دولار للبرميل تسليم حزيران. وتراجعت الاسعار بعد ان فاجأت "اوبك" السوق الخميس بقرار رفع سقف انتاجها الرسمي لعشرة من اعضائها 900 الف ب/ي الى 25.4 مليون ب/ي اعتباراً من اول حزيران. وخفضت "اوبك" اقل مما كان متوقعاً فائض امدادات المعروض الذي وردته الى السوق اثناء الحرب على العراق للحيلولة دون ارتفاع حاد للاسعار. وقدمت "اوبك" اتفاقها على انه خفض قدره مليونا برميل يومياً من مستويات الانتاج الحقيقية التي قفزت متجاوزة الحصص الرسمية في الشهور الاولى للسنة. غير ان محللين قالوا ان تقديرات "اوبك" للانتاج الحالي وارقامها للخفض الموعود مثيرة للبس والحيرة ولم تفعل شيئاً لتبديد المخاوف من فائض في المعروض حينما تستأنف صادرات النفط الخام العراقية. وقال ماثيو ووربيرتون من "يو.بي.اس ووربورغ بنك" في تقرير "الزيادة المفاجئة للحصص التي اجرتها اوبك اثارت بلا داع حيرة السوق في وقت يوجد ما فيه الكفاية من الشكوك مع الجدل في شأن عودة الصادرات العراقية والمخاوف في شأن الانتعاش الاقتصادي واثر فيروس سارز".