بين ضحايا "غزوات" النهب في بغداد، المتحف الوطني العراقي الذي يحوي كنوزاً تعود الى آلاف السنين، وتعدّ شواهد على حضارة بلاد ما بين النهرين. وبعدما انقشع غبار "غزوة" طاولت المتحف، اثر سقوط النظام العراقي ودخول القوات الاميركية العاصمة، بكت نائبة مدير المتحف نبيهة الأمين وهي تتفقد ما آلت اليه حاله، وقالت: "نهبوا ودمروا 170 ألف قطعة من معروضات الآثار التي تعود الى آلاف السنين، وتقدر قيمتها ببلايين الدولارات". ولامت القوات الاميركية لعدم استجابتها طلب العاملين في المتحف حمايته من اللصوص الذين "أغاروا" عليه الجمعة. وتابعت: "لو كانت هناك دبابة واحدة فقط وجنديان، لما حدث ذلك، وأُحمّل الاميركيين المسؤولية". ونقل بعض معروضات المتحف الى مخازن لتفادي أضرار كبيرة، كما حصل خلال حرب الخليج الثانية. ويضم المتحف تماثيل من بابل ونينوى وسومر ومنحوتات آشورية، ولوحات تعود الى خمسة آلاف سنة، تحمل بعضاً من أقدم الكتابات والنقوش التي عرفها الانسان. وأفرغ اللصوص المكاتب الادارية للمتحف حيث شوهدت تحف من الفخار وتماثيل محطمة، وتبعثرت على الأرض صناديق خشبية فارغة. وخرج رجلان وهما يحملان باباً أثرياً من احدى القاعات في الطابق الأرضي. وبدت على جدران آثار سرقة العديد من القطع الأثرية التي كانت معلقة عليها، بينما تركت على الأرض ثلاثة أحجار من شواهد قبور تحمل نقوشاً بالكتابة الكوفية. وترك عدد من القطع الكبيرة التي يصعب حملها، فيما وضعت أكياس من الرمل على الأرض لتفادي كسرها في حال السقوط. وروى شهود كانوا في المكان ان كل الآثار التي ابقيت في المتحف قبل الحرب سرقت، بينما ذكر آخرون ان جزءاً من هذه الآثار نقل من المتحف على مرأى الجنود الاميركيين بعد قليل من دخولهم بغداد الاربعاء. وقال حسام زهيري لوكالة "فرانس برس" ان "اللصوص لم يصلوا الى أهم القاعات التي يوجد معظمها في الأعلى". والعراق هو أرض حضارة وادي الرافدين، ومهد الحضارات السومرية والآكادية والبابلية والآشورية، حيث يعود اليه الفضل في اكتشاف الكتابة والحساب. في متاحفه نحو عشرة آلاف موقع أثري يحتفظ العراق بكميات من القطع الرائعة التي تعدّ شواهد على تاريخ بلاد ما بين النهرين. في باريس رويترز حضّت منظمة التربية والعلوم والثقافة يونيسكو التابعة للامم المتحدة، القوات الاميركية والبريطانية على تأمين حماية فورية لحفظ الآثار في العراق.