يبدو ان الاخفاقات الثلاثة المتتالية في بداية موسم منافسات فورمولا واحد ليست الوحيدة التي تقلق بطل الموسم الماضي الالماني ميكايل شوماخر 34 عاماً، فمسؤولو فريقه فيراري يطالبونه بالموافقة على تمديد عقده الحالي الذي ينتهي في نهاية الموسم المقبل، لقاء 8 ملايين دولار، اي اقل اربع مرات مما يتقاضاه حالياً 32 مليون دولار. وفي حسابات تكشف للمرة الاولى، فإن مدخول فيراري، الفريق الاكبر في المسابقة، من جوائز الموسم الماضي بلغ نحو 22 مليون دولار، وحتم عليها دفع 10 ملايين اضافية للوفاء بشروط عقد البطل الالماني، ما قاد الى البحث في خفض الاعباء المالية في لعبة تعصف بفرقها كلها مشكلات مادية حادة، لا سيما ان اعتمادها على مدخول مبيعاتها من السيارات انخفض. وأكد مدير اعمال شوماخر ويلي ويبر ان العرض الجديد سيدرسه موكله "عندما يكون مستعداً لذلك"، علماً ان "شومي الكبير" كان يصرح دائماً ان تحقيق الانتصارات وليس جمع المال هو هدفه الاول, كما اكد مراراً انه سيبقى مع فيراري حتى اعتزاله. وقد تثير هذه التطورات شهية ماكلارين ووليامس للفوز ببطل العالم. ويقول المدير التقني لو ليامس باتريك هيد: "علينا ان نكون صريحين,اذا سئل كل فريق في فورمولا واحد عن المتسابق الذي يريده، فالجميع سيجيب ميكايل شوماخر، على رغم انه ليس في مقدورالجميع دفع راتبه او الانفاق على تطوير سيارته، ولكنه سيرحب به". وألمحت بي ام دبليو انه في حال قرر شوماخر ترك فيراري فإنها ستساعد فريقها وليامس على التعاقد معه والمساهمة مادياً في الوفاء بشروط العقد. كما خاض رئيس ماكلارين رون دينيس مفاوضات طويلة مع النجم الالماني في عام 1996، قبل ان يقررالاخير الانتقال من بينيتون الى فيراري. وسبب اخفاق دينيس الذي كان يدفع لسائقه البرازيلي الراحل ايرتون سينا 6،1 مليون دولار عن كل سباق، انه قرر الاعتماد على سقف محدد ومعقول لرواتب سائقيه بعد وفاة النجم البرازيلي. والمثير ان جوائز فريق تويوتا صاحب المركز الاخير الموسم الماضي بلغ نحو 15 مليون دولار على رغم تسجيله نقطتين فقط، بالمقارنة مع 221 نقطة سجلها فيراري، والذي انفق نحو 400 مليون دولار على تعديلات وتحسينات في نظامه. واعترف دينيس بأن نظام توزيع الجوائز غير عادل، لأن الفارق بين الاول والاخير بسيط بالمقارنة مع فارق النقاط، وتمنى تطبيق نظام توزيع المكافآت بحسب عدد النقاط الذي يحصل عليه كل فريق. ويجمع رؤساء الفرق على ان الجوائز المالية لا تتناسب مع تكاليف فرقهم وتمنوا الحصول على قطعة اكبر من "الكعكة"، فالفرق العشرة تتقاسم في ما بينها 23 في المئة من مداخيل البطولة فيما تحصل المصارف صاحبة الحقوق التجارية والاعلانية من الرئيس السابق للاتحاد بيرني ايكلستون، على ال 77 في المئة الباقية. ويقول دينيس: "القضية ليست في كيفية تقسيم ال23 في المئة على الفرق العشرة وانما بزيادة قيمة الجوائز المادية من المداخيل". وفي حال عدم الاتفاق على تحسين الشروط، فإن اصحاب محركات الفرق كمرسيدس ورينو وفيراري وبي ام دبليو هددوا بالانفصال عن فورمولا واحد وإنشاء سباقات خاصة بها بعد انتهاء مدة العقد مع اتحاد اللعبة في نهاية موسم 2007.