أعلن فاروق لوغلو سفير تركيا في واشنطن ان الولاياتالمتحدةوتركيا تجريان محادثات أولية لفتح المجال الجوي أمام الطائرات الأميركية لتسهيل نقل القوات والمعدات جواً إلى شمال العراق، لتكون قاعدة انطلاق للغزو، على رغم أن واشنطن ما زالت تأمل أن يؤيد البرلمان التركي اتفاقاً أوسع نطاقاً يسمح ل62 ألف جندي أميركي باستخدام القواعد التركية. وقال لوغلو إن الاتفاق القائم الذي يسمح للطائرات الأميركية باستخدام قاعدة انجرليك لمراقبة منطقة حظر الطيران في شمال العراق لا يمكن ان يكون جزءاً في أي هجوم على العراق. وأكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن "كل الطلبات… سواء المتعلقة بالقوات الجوية أو البرية أو فتح المجال الجوي متعلقة بموافقة البرلمان". وعلى رغم الوعود ببلايين الدولارات من المساعدات، لم يوافق البرلمان التركي حتى الآن على نشر القوات الأميركية، لكن تزايد الضغوط السياسية والمالية من المتوقع أن يؤدي إلى مصادقته على القرار. وحذر الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الاركان الأميركية، انقرة من ان رفض البرلمان السماح بنشر قواته "سيمنع القوات التركية من تأمين منطقة عازلة في شمال العراق لوقف تدفق اللاجئين وتسلل مقاتلين أكراد". وقال لوغلو انه ليس من المعروف بعد متى يمكن ان يعيد البرلمان التصويت على نشر القوات، وحض واشنطن على "الصبر" إلى أن يشكل طيب اردوغان زعيم الحزب الحاكم الحكومة الجديدة. وأشار الى انه ليس من الواضح بعد كيف ستتصرف الحكومة من دون المساعدات الأميركية التي قد تشمل قرضاً قصير الأجل قيمته 5.8 بليون دولار. وأبلغ الصحافيين في واشنطن ان ل"تركيا مقداراً كبيراً من الدين الخارجي وتحتاج إلى سداد خدماته. واعتقد ان القرض يهدف الى تعزيز قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية". وأشار إلى ان محادثات فتح المجال الجوي ما زالت حتى الآن أولية بطبيعتها. وتابع: "الولاياتالمتحدة لم تطلب رسمياً بعد إذناً بفتح أجوائنا أو أي شيء آخر يتعلق بذلك، لكن يجري بحث هذه الأمور بشكل استكشافي وبشكل غير رسمي… لم نصل الى ذلك بعد". وتابع انه فور التوصل الى اتفاق يجب ان تسعى الحكومة التركية للحصول على موافقة البرلمان. ويمكن ان يجري التصويت على ذلك في اطار التصويت على نشر القوات أو كإجراء مستقل. وإذا غير البرلمان موقفه وفتح القواعد والمجال الجوي امام القوات الأميركية للغزو، فإن الرئيس الاميركي جورج بوش سيطلب من الكونغرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، تقديم مساعدات مباشرة تقدر بستة بلايين دولار، منها اربعة بلايين تضمن الحصول على قروض قيمتها 24 بليوناً. وفي بادئ الأمر ستقدم الولاياتالمتحدة قرضاً موقتاً من الخزانة مقداره 5.8 بليون دولار. لكن على رغم هذه المحادثات، وعلى رغم عدم موافقة البرلمان التركي على نشر القوات الأميركية، فإن الجيش الأميركي يستعد بتكتم قرب الحدود العراقية وفي القرى والمطارات وكذلك في المستشفيات والجامعات، ليتمكن، في اللحظة الحاسمة، من انزال جنوده بسرعة من دون عائق أو اعتراض من الغالبية المعارضة للحرب. والجنود هنا لكنهم لا يظهرون، فبعد السماح لهم رسمياً بنشر حوالى 3500 من قسم الهندسة العسكرية لتحديث المطارات والمدرجات المحلية، بدأ العسكريون الاميركيون بنصب معدات اسناد يمكن استخدامها في حال نشوب نزاع. والدليل على ذلك، قوافل الشاحنات التي غادرت خلال الأيام الأخيرة مرفأ الاسكندرون على البحر المتوسط حاملة السيارات العسكرية وسيارات الاسعاف وصهاريج الوقود. والمعدات التي يتم تخزينها بعيداً عن الأعين في عدد من المدن القريبة من الحدود العراقية ينبغي ان تستخدم لإسناد العتاد العسكري الاميركي الذي ينتظر الضوء الأخضر من البرلمان التركي لإنزاله. وفي مطار مدينة باتمان، على بعد 200 كيلومتر من الحدود العراقية، نصب الجيش الاميركي مساكن يمكن ان تستقبل خمسة آلاف جندي. وفي ماردين، جنوب غربي باتمان، سيطر الاميركيون على منطقة صناعية غير ناشطة، في حركة رحب بها السكان المحليون الذين يفاوضون لتأجير حقولهم بأربعة أضعاف السعر المعتاد. وإلى الشرق منها، في نصيبين، دفع الجيش الاميركي مبالغ خيالية، لم يتم التحقق منها، لاستئجار مبان وأراضٍ. وقال بلسيل بك، مدير المستشفى الجامعي في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرقي الاناضول، إن وفداً عسكرياً اميركياً زار المستشفى الاسبوع الماضي. وأضاف: "كانوا مهتمين بقسم الجراحة خصوصاً وقسم العناية الفائقة والحروق". ولم يترك أي شيء للصدفة خلال الزيارة التفقدية التي شملت الى جانب غرف العمليات المراحيض، كما أكد عمال التنظيف. وفي الحرم الجامعي المجاور، تحدث جنود اميركيون باللباس المدني مع طلاب لقياس رد فعلهم على الحرب.