أعلن رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا رجب طيب أردوغان امس ان البرلمان سيصوت اليوم على نشر قوات أميركية في الأراضي التركية استعداداً للحرب على العراق. وأجلت أنقرة أمس ديبلوماسييها من بغداد، وأوقفت حركة التجارة البرية مع العراق، بعدما تلقت وعوداً أميركية بمنحها ستة بلايين دولار وقروضاً بقيمة 30 بليوناً، وتعهداً بعدم السماح بقيام دولة كردية، مقابل نشر 62 ألف جندي اميركي في أراضيها وفتح جبهة ثانية ضد الجيش العراقي من الحدود الشمالية. وأعلن وزير الاقتصاد التركي علي باباجان أمس ان واشنطن عرضت على بلاده ستة بلايين دولار وقرضاً بقيمة 30 بليون دولار مقابل السماح لها بنشر قواتها. وا ضاف انه ليست هناك موافقة نهائية بعد. و"هذه الأرقام تمثل النقطة التي وصل اليها الاميركيون. رسائل الفاكس تروح وتجيء بين الجانبين والمفاوضات مستمرة". وأوضح باباجان ان أربعة بلايين دولار من المنح ستستخدم للمساعدة في دعم الاقتصاد التركي الواهن بينما سيخصص بليون دولار لأغراض عسكرية. وقال مسؤول تركي ان بلاده أوقفت امس استيراد النفط الخام باستخدام شاحنات الصهريج من العراق. كما أوقفت حركة التجارة البرية عبر الحدود. وأضاف: "تم وقف نقل جميع أنواع المنتجات من تركيا الى شمال العراق". موضحاً ان سائقي الشاحنات الذين ما زالوا في العراق سيسمح لهم بالعودة عبر المنفذ الحدودي الرئيسي عند الخابور. وتستورد تركيا جميع حاجاتها من الوقود تقريباً وتكرر في مصفاة توبراش نحو 86 في المئة من استهلاك البلاد من الوقود. وقال حسام الدين دانش المدير العام لتوبراش ان المصفاة تنوي استيراد 2.6 مليون طن عن طريق شاحنات الصهريج من العراق من اجمالي 22.2 مليون طن تنوي استيرادها عام 2003. وتنقل شاحنات الصهريج النفط الخام الى المصفاة في تركيا ويصل النفط العراقي ايضاً الى الاسواق العالمية من خلال خط انابيب يمر عبر الأراضي التركية. وقال دانش انه واثق من امكان العثور على بدائل للنفط العراقي اذا نشبت الحرب. وأعلن وزير الخارجية ان أنقرة أجلت ديبلوماسييها من سفارتها في بغداد كاجراء احترازي بسبب احتمال وقوع "أعمال غير منضبطة" قد تنتج عن قرار الحكومة فتح أراضيها امام القوات الاميركية. وأضاف يشار ياكيش انه استدعى الديبلوماسيين "كي لا تتعرض السفارة لخطر أعمال غير منضبطة". وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" في وقت سابق ان السفير التركي في العراق، عثمان باكسوت، وهو آخر ديبلوماسي معتمد في البلاد، غادر امس العاصمة العراقية. وأشار ياكيش الى ان عملية اجلاء الديبلوماسيين بدأت ظهر الثلثاء. الى ذلك، وصلت امس الى تركيا بطاريات صواريخ "باتريوت" مضادة للصواريخ ارسلتها هولندا تحسباً للحرب. وتم تفريغ البطاريات من سفينة الشحن روزانو التي وصلت الى ميناء الاسكندرون جنوب بعد رحلة استغرقت اسبوعاً من ابحارها من مرفأ فليسينغن الهولندي. وانزلت ايضاً من سفينة الشحن نفسها آليات ضخمة للنقل وسيارات اسعاف. وأشارت وكالة "الأناضول" الى ان سفينتين أخريين "كابيلا" التابعة للبحرية الاميركية و"غوت" تنتظران في الوقت نفسه في عرض البحر للرسو في ميناء الاسكندرون. ويشهد ميناء الاسكندرون حركة متواصلة لوصول السفن وعمليات تفريغ عتاد عسكري منذ بداية هذا الشهر. وأعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية توماس ستيغ في لقاء دوري مع الصحافيين امس ان الحلف الاطلسي قدم طلبات جديدة لمساعدة تركيا على حماية نفسها. وقال: "تلقينا صباح اليوم قبل المؤتمر الصحافي طلبات جديدة من الحلف من أجل تركيا". واضاف: "سيتم بحث هذه الطلبات الا ان المانيا أوفت بالفعل بالتزاماتها كحليف مع صواريخ باتريوت وطائرات أواكس"، مشيراً الى انه "ليس من المقرر تقديم مساعدة اخرى". وبعد أزمة استمرت أكثر من اسبوع وافق الاطلسي الاربعاء الماضي على التنفيذ "الفوري" لإجراءات حماية تركيا في حال نشوب نزاع في العراق، في بادرة لقيت على الأثر ترحيب الاميركيين.