انخفض الدولار الأميركي ازاء اليورو الاوروبي والفرنك السويسري، أمس الاربعاء، نتيجة المخاوف من شن تنظيم القاعدة، بزعامة أسامة بن لادن، هجمات ضد الولاياتالمتحدة، والقلق المستمر في شأن العراق. وتخلى الدولار عن مكاسبه المبكرة في سوق متقلبة، فيما انتاب القلق الأسواق من تحذيرات ألن غرينسبان، رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي، من ان التوترات السياسية تضع "حواجز مرعبة" أمام التوسع في إنفاق الشركات. وقبل ظهر أمس في أوروبا، انخفض الدولار نحو ربع نقطة مئوية مقابل اليورو والفرنك السويسري عن مستويات الاغلاق في نيويورك أول من أمس، ليبلغ 1.075 دولار ازاء اليورو و1.3624 فرنك سويسري. كما تراجع بنسبة 0.3 في المئة مقابل العملة اليابانية ليصل الى 120.47 ين. وفي الثانية والدقيقة 41 بتوقيت غرينيتش، كان الدولار يراوح عند 1.3676 فرنك سويسري، و121.26 ين، فيما كان اليورو عند 1.0725 دولار. وقد حضّ شريط يُقال انه بصوت اسامة بن لادن المسلمين على التضامن مع العراق، ودعا الى شن هجمات انتحارية ضد الولاياتالمتحدة. وقال جيريمي سترتش، محلل العملات في "رويال بنك اوف كندا" ان "شريط بن لادن أعاد القلق الى الأسواق، وشجع فشل الدولار ازاء اليورو في اجتياز 1.0720، المستثمرين على تجربة الجانب الصعودي لليورو مرة اخرى". وأضاف اننا "نشهد عودة الى تجنب المخاطر، مما يضر بالدولار". وأشار متداولون في لندن الى ان تحركات السوق لا تزال من دون اتجاه محدد في انتظار أدلة أوضح على ما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستشن حرباً ضد العراق وتوقيتها. كما ان الأسواق تترقب شهادة كبير مفتشي الاممالمتحدة، هانز بليكس، أمام مجلس الامن الجمعة المقبل، في ما تستمر المخاوف في شأن فشل الولاياتالمتحدة في تشكيل تحالف كبير لمساندة عمل عسكري ضد العراق. ويقول محللون ان فشل الولاياتالمتحدة في كسب دعم واسع يضر بالدولار، حيث ان ذلك يزيد نصيب الولاياتالمتحدة من كلفة أي حرب. وفي وقت سابق، ساعدت بيانات ضعيفة في منطقة اليورو على هبوط العملة الموحدة في التداولات الاوروبية المبكرة، اذ انخفض الانتاج الصناعي في فرنسا بنسبة 1.7 في المئة في كانون الاول ديسمبر، وهو أكبر انخفاض شهري في 5 أعوام. وأثارت هذه الاحصاءات مخاوف من ان اوروبا توشك على السقوط في براثن الكساد إثر أرقام ضعيفة أيضاً من ألمانيا الاسبوع الجاري. ولقي الين المزيد من الدعم من تقارير تشير الى تحويل مستثمرين يابانيين أرباح سندات الخزانة الاميركية. وتوقع المتداولون تدفق المزيد من الدولارات الاسبوع الجاري. وتراجع الدولار أكثر من ين، بعدما سجل أعلى مستوى له في شهرين عند 121.78 ين الثلثاء. في لندن، ارتفع الجنيه الاسترليني إزاء الدولار واليورو أمس، بعدما أظهرت بيانات العمل ان نسبة البطالة لم تتغير عن 3.1 في المئة كما هو متوقع. وأشارت الاحصاءات الجديدة الى ان عدد العاطلين عن العمل في بريطانيا الذين يحصلون على معونات بطالة انخفض للشهر السابع على التوالي في كانون الثاني يناير، ليسجل أدنى مستوى له في 27 عاماً، اذ نزل بمقدار 3500 متجاوزاً التوقعات الى 928500 عاطل عن العمل. وعقب صدور الأرقام، تم التداول بالاسترليني بسعر 66.39 بنس مقابل اليورو بالمقارنة مع 66.47 بنس قبل إعلان البيانات. وبلغ سعر الجنيه 1.6222 دولار ارتفاعاً من 1.6189 دولار، ليراوح ظهراً عند 1.6168 دولار.