أعربت الأحزاب الإسلامية في باكستان استياءها لعرض الرئيس برويز مشرف تنازلات بشأن كشمير، أهمها التراجع عن المطالبة باستفتاء لتقرير المصير في تلك المنطقة المتنازع عليها مع الهند. وتعهدت الأحزاب الإسلامية تسيير تظاهرات في أنحاء باكستان، فيما وجه المقاتلون الكشميريون رسالة تنديد على طريقتهم، إذ أقدموا على إلقاء قنبلة على مجمع للشرطة في كشمير وفتحوا النار في اتجاهه، ما أسفر عن مقتل شرطي وجرح آخر. ووقع الهجوم في بلدة راجوري شمال جامو. وجاء موقف الرئيس الباكستاني قبل ثلاثة أسابيع من استضافة إسلام آباد قمة دول رابطة جنوب آسيا سارك التي يشارك فيها الرئيس الهندي آتال بيهاري فاجبايي. كما جاء بعد تعزيز باكستان إجراءاتها لحظر أبرز ثلاث منظمات مسلحة كشميرية، وتعهدها بوقف عمليات التسلل على الحدود بين البلدين. وقال معلقون ديبلوماسيون وسياسيون هنود أمس، إن عرض باكستان بأن تنحي جانباً مطالبتها بإجراء استفتاء في كشمير يتيح فرصة يجب أن تنتهزها الهند. واعتبر وزير الخارجية الهندي السابق جي أن ديكسيت أن عرض مشرف "تحول مهم في السياسة". وقال ديكسيت الذي عمل أيضاً سفيراً للهند لدى إسلام آباد إن العرض مؤشر إلى "مرونة في الموقف التفاوضي لباكستان". وأضاف: "يجب أن نكون قادرين على الرد بمرونة وأن نرى إذا كان في الإمكان التوصل إلى أرضية مشتركة". وكانت إسلام آباد سعت منذ فترة طويلة إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن تقرير المصير في الشطر الكشميري الذي تسيطر عليه الهند حيث غالبية السكان المسلمين تؤيد الانضمام إلى باكستان. ولكن مشرف أبدى في مقابلة مع "رويترز" مساء أول من أمس، مرونة بشأن كشمير. وقال: "إذا كنا نريد حل هذه المسألة فإن الجانبين يحتاجان إلى التحدث مع بعضهما البعض بمرونة وتجاوز المواقف المعلنة والالتقاء في منتصف الطريق". وأضاف: "إننا نؤيد قرارات مجلس الأمن، غير أننا نحينا هذا جانباً الآن". تغييرات في قيادة الجيش الى ذلك، أجرى مشرف تعديلات كبيرة في قيادة الجيش شملت عزل رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال طارق وإبداله بالجنرال نديم تاج الذي كان يشغل منصب السكرتير العسكري للرئيس. كما عيّن الجنرال إشفاق شاه في منصب الأخير. وتأتي هذه التغييرات بعد ايام من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها مشرف.