سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مونديال الشباب في الإمارات ... خطوة نحو المستقبل . الضغوط النفسية تقلق باكيتا أمام إسبانيا في قمة بطولة العالم للشباب . كولومبيا ... المفاجأة "الحلوة المرة" تغيب بفعل ركلة جزاء !
خطوة ناجحة أخرى كانت كافية لكل منهما، ولكن... قُدر لمنتخبي الأرجنتينوكولومبيا أن يودعا أحلامهما الوردية بالفوز بكأس بطولة العالم الرابعة عشرة للشباب في كرة القدم المقامة حالياً في الإمارات، قبل درجة واحدة فقط من سلم الارتقاء إلى لقاء القمة المقرر بعد غدٍ على ملعب مدينة زايد الرياضية في اختتام هذا المهرجان العالمي الكبير. فالأرجنتين سقطت أمام البرازيل بهدف دودو، وخسرت لقبها في مشهد دراماتيكي حقيقي مع التأكيد أنها خسرت أمام منتخب كان أفضل منها بكثير... وكولومبيا وقعت في فخ ركلات الجزاء، وخسرت بواحدة منها أمام أسبانيا فخرجت مرفوعة الرأس حقاً. ولعل أكثر ما يستحق الحديث عنه اليوم هو المنتخب الكولومبي فعلاً لأنه أجاد وأبهر ووصل إلى ما هو أبعد مما توقعنا له عند بداية البطولة... لأن الترشيحات صبت في مصلحة الأرجنتينوالبرازيل وإسبانيا وألمانيا قبل أي منتخب آخر، من دون أن ننسى أننا تمنينا طويلاً أن يكون للمنتخبات العربية الثلاثة: الإمارات ومصر والسعودية بصمات أفضل مما تركوها في هذا المونديال، ومن دون أن نغفل أن الإماراتيين كانوا الأفضل وحققوا إنجازاً جديداً بوصولهم إلى الدور ربع النهائي قبل خسارتهم أمام كولومبيا تحديداً. منتخب رائع سقط... ربما يكون هذا أفضل عنوان لخروج المنتخب الكولومبي من الدور نصف النهائي إثر خسارته أمام إسبانيا بركلة جزاء سجل منها أنيستا هدف اللقاء الوحيد قبل النهاية بخمس دقائق، فأنهى بها مشواراً كولومبياً جميلاً حفل بالتطلعات لما هو أكبر بعد كل مباراة للمنتخب الصلد. كابوس حقيقي عاشه منتخب كولومبيا الرائع، بعدما قدم عرضاً أخّاذاً ثم اهتزت شباكه بطريقة موجعة... لقد انتزع الشباب الكولومبي إعجاب الجميع، فشجعه الجميع في مبارياته كلها باستثناء لقائه مع الإمارات. فإلى جانب اللياقة البدنية العالية والنضج التكتيكي الواضح، اكتسب الكولومبيون الثقة اللازمة لمواجهة أي منتخب كان... حتى لو كان منتخب أصحاب الأرض والجماهير والحماسة المفرطة، فأعلن الكثير من النقاد والمتابعين ونحن من بينهم أننا "لن نفاجأ أبداً إذا وصل المنتخب الكولومبي إلى المباراة النهائية"... وها هو كان قاب قوسين أو أدنى منها. المدرب رينالدو رويدا، وهو صار الأشهر هنا من خلال تصريحاته المتزنة واعترافه بأنه لم يكن يحلم بالوصول إلى لقاء القمة لأنه كان يعمل بجد واجتهاد، من خلال الواقع لا الحلم، من أجل تحقيقه. على أي حال، تبددت واقعية رويدا الذي أحسن التعامل مع متطلبات هذا المونديال من خلال سياسة الخطوة خطوة وخروجه من الدور نصف النهائي بهذه الصورة ما يؤكد أن الرجل كان محقاً في كل ما صرح به. وهو قال عقب الخسارة أمام إسبانيا: "يستحق اللاعبون جميعهم تقديراً خاصاً. لقد قدموا أكثر مما هو مطلوب منهم، لكن ما العمل إذا كانت مثل هذه المباريات لا تعترف إلا بفائز واحد. لم يبخل أي لاعب بأي جهد في كل المباريات التي خضناها في هذا المونديال، وكل ما نتمناه أن نكون قدمنا عروضاً تشّرف الكرة الكولومبية وتزيد من شعبيتنا العالمية في المستقبل المنظور". كولومبيا كانت المفاجأة الحلوة المرة في مونديال الإمارات، حلوة لأنها كانت رائعة ومرّة لأنها أخرجت الإمارات. قدمت عروضاً جيدة ووقف سوء الطالع في طريقها إلى الدور النهائي. لم يكن أحد يتوقع لها أن تحقق ما حققته، خصوصاً أن المعوقات لجهة الإعداد والسماح للاعبين المحترفين في الخارج بالانضمام إلى المنتخب كانت كثيرة قبل الوصول إلى الإمارات. لكن في الوقت ذاته يمكن اعتبار أن ما حققه المنتخب الكولومبي لا يدخل في إطار المعجزات، لأنه تحقق بفضل البنية الجسمانية الممتازة للاعبين من دون أن يؤثر ذلك على رشاقتهم وهكذا عامل في الكرة الحديثة له وزنه وقيمته... ثم لا ننسى السرعة التي تميز بها اللاعبون واعتمادهم على هذا العنصر في بناء هجماتهم الخطرة على مرمى المنافسين، فضلاً عن الأداء الفني المحترم جداً... باختصار يمكن أن نقول إن ما حدث لم يكن معجزة كولومبية في زمن ندرت فيه المعجزات، وإنما هو نتاج جهد كبير لمنتخب متكامل وناضج بدنياً وفنياً وخططياً فأصبح بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. ومن يدري، فقد يصبح أفضل ثالث بعد مباراة تحديد المراكز أمام الأرجنتين. لقاء القمة رأى كثر أن الكفة تميل بقوة في مصلحة راقصي السامبا والرومبا، لكن آخرين لم يغفلوا قط حظوظ إسبانيا بطلة أوروبا. ولو رجعنا إلى شريط مباريات هذا المونديال، لتأكدنا أن اللقب أقرب فعلاً إلى البرازيليين على اعتبار أن عروضهم ونتائجهم كانت أفضل، لكن هذا لا يعني أن فرص الإسبان معدومة... بل على العكس لأنها ستلعب بأعصاب أكثر هدوءاً على اعتبار أن الخسارة أمام البرازيل أمر عادي جداً بالنسبة لأي منتخب آخر... ومن هنا فإن هدوء الأعصاب وتوافر المبررات مسبقاً قد يمنحها أفضلية على حساب المنتخب البرازيلي الذي لم يعد أمامه إلا خيار واحد هو خيار الفوز بعدما قطع كل هذا المشوار، ثم إن الجماهير العاشقة للكرة البرازيلية، وما أكثرها هنا، لن ترحمه في حال الخسارة. ولذا رأى المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا أن الفوز على الأرجنتين "لا يعني كثيراً، لأن الأكثر أهمية هو الفوز باللقب من دون أن أنكر أننا حققنا انتصاراً في مباراة مهمة جداً. أما ما يجعلني مطمئناً فهو أن مستوى أداء اللاعبين يتطور من مباراة إلى أخرى، ما يعني أنهم سيكونون أفضل خلال مواجهة إسبانيا مما كانوا عليه في مبارياتهم السابقة وهذا في حد ذاته مؤشر جيد جداً". وأوضح: "الضغوط ستكون كثيرة، والجماهير قد تكون عاملاً مساعداً أو عامل ضغط فهذا يتوقف على ما سنقدمه نحن على المستطيل الأخضر. لقد وصلنا إلى مباراة القمة بجدارة، ومن الصعب جداً أن نفرط في اللقب... وما علينا عمله الآن هو تهيئة اللاعبين على كافة الصعد، خصوصاً من الناحية النفسية لمواجهة الضغط المتوقع في المباراة المقبلة" . ويأمل منتخب الشباب البرازيلي أن يكمل الثلاثية العالمية التي بدأها منتخب الكبار العام الماضي في كوريا الجنوبية واليابان حين حصد كأس العالم على حساب ألمانيا بعد أن تغلب عليها في يوكوهاما 2- صفر، واتبعها منتخب الناشئين ببطولة عالمية أخرى للاعبين تحت 17 سنة حين تغلب على كولومبيا 1- صفر في هلسنكي... ويبقى أن يفوز منتخب الشباب على إسبانيا بعد غدٍ ليحصد لقب بطل العالم للشباب تحت 20 سنة لتكتمل الثلاثية، وهو أمر يمكن أن يحدث جداً جداً... جداً. أما الإسبان، فآثروا الصمت إلى حين وصولهم إلى أبو ظبي، بعدما خاضوا مباراتهم الأخيرة أمام كولومبيا في دبي.