شدد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على دور الدين الاسلامي في محاربة الارهاب والفساد، فيما تشتبه السلطات السعودية بأن أحد المطلوبين من قائمة ال19 التي كشفت في أوائل أيار مايو الماضي هو العقل المدبر لتفجير مجمع "المحيا" السكني في الرياض في الثامن من الشهر الجاري. ونوه الأمير سلطان، في كلمتين القاهما لدى افتتاحه امس جامعاً في منطقة تبوك شمال غربي السعودية ولدى حضوره حفلة استقبال اقامتها القيادة العسكرية في المنطقة، على شرفه في اليوم الاول لزيارة معايدة للقطاعات العسكرية في المنطقة حيث يفتتح عدداً من المشاريع التنموية، بدور القوات المسلحة في حفظ أمن الوطن بالتعاون مع الحرس الوطني وقوات الأمن، التي قال انها "بذلت مجهوداً لا يخفى على أحد". ونقلت "وكالة الانباء السعودية" عن الأمير سلطان، لدى افتتاح جامع الأمير سلطان في تبوك، قوله: "لا حياة من دون دين ولا استقامة من دون دين". وشدد على "الوسطية في الدين لا الغلو". وتساءل: "كيف نحارب الارهاب والفساد الا بدعم الشريعة الاسلامية الصحيحة؟". ونقل الأمير سلطان، خلال تفقده القطاعات العسكرية، تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بعيد الفطر. وتضمن اليوم الاول لزيارة وزير الدفاع افتتاح قاعدة الأمير سلطان للاحتفالات في مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية في تبوك. ودشن المرحلة الاولى لاسكان العاملين في مستشفيات القوات العسكرية في المنطقة، وافتتح في حضور وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، جامع الأمير سلطان وفرع الوزارة في المنطقة. ويتفقد اليوم مشروعاً للاسكان الخيري يقيمه برنامج الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك. وتبرع بمليون ريال لرقيب في القوات المسلحة من ابناء المنطقة فقد ثمانية من أفراد أسرته جراء السيول التي جرفت سيارتهم أخيراً في أحد الأودية. تفجير مجمع "المحيا" وعلى صعيد التحقيقات في التفجيرات الارهابية في السعودية، أبلغت مصادر أمنية "الحياة" ان عبدالعزيز بن عبدالمحسن المقرن المطلوب الخامس على قائمة ال19، هو "العقل المدبر لعمل الخلايا الارهابية وتحركاتها". مستفيداً من معرفته التامة بالمدينة التي ولد ونشأ وتعلم فيها وسكن فيها مع عائلته حتى قبل عام مضى في منزل في حي السويدي جنوبالرياض. وشهد حي السويدي عمليات دهم عدة لمنازل استخدمها مطلوبون امنياً لتنفيذ بعض الهجمات. وتم خلال عمليات الدهم قتل بعضهم واصابة آخرين وفرار بعض آخر، في الشهور الاخيرة. وكان المقرن قضى في السجن حوالى اربع سنوات بعد عودته من افغانستان. واطلقته السلطات بعد قضائه نصف مدة العقوبة لحفظه القرآن الكريم كاملاً. وهو من مواليد 1974 وله طفلة واحدة تبلغ الرابعة من العمر من زوجة انفصل عنها. الى ذلك تمكنت الاجهزة الامنية السعودية اول من امس من احباط عملية ارهابية كانت جاهزة للتنفيذ في اليوم الاول من ايام عيد الفطر المبارك بعد العثور على سيارة مفخخة في احدى الاستراحات الواقعة خلف محطة الفحص الدوري للسيارات شمال شرقي الرياض على الطريق السريع الرياض - الدمام. كما تمكنت من قتل اثنين واصابة اثنين اثر تبادل لاطلاق النار مع رجال الامن. ورجح مسؤول أمني رفيع المستوى، تحدث الى "الحياة" وجود علاقة بين منفذي الهجوم على مجمع "المحيا" واعضاء هذه المجموعة. وقال المسؤول: "سنوضح تفاصيل العملية ومجرياتها في بيان الحاقي آخر"، مشيراً الى انه "لولا براعة رجال الأمن وشدة ملاحظتهم لما تم ضبط هذه السيارة التي كان يراد بها تنفيذ عمل ارهابي في اول ايام العيد لقتل فرحة المسلمين". وأبدى المسؤول الأمني تفاؤله ازاء سيطرة رجال الأمن على الموقف، موضحاً "ان الفترة القصيرة الماضية كشفت للمواطنين والمقيمين عن مستوى التفكير الاجرامي لهذه المجموعة ونياتها الارهابية وتلذذها بقتل الأبرياء".