تشهد الاعمال الدرامية خلال شهر رمضان من هذا العام تنافساً كبيراً بين مخرجي السينما ومؤلفيها الذين اتجهوا بكثرة الى الاعمال التلفزيونية، وبين مخرجي التلفزيون ومؤلفيه الذين اصبحت اسماؤهم معروفة مثل اسماء النجوم لدى الجمهور نظراً الى النجاح الذي حققته اعمالهم. واذا كان السينمائيون يعتمدون على خبراتهم الطويلة في السينما التي تعتمد في صورة مباشرة على التكثيف في كل شيء للتغلب على التطويل الذي يشتهر به مخرجو التلفزيون، الى جانب الاهتمام بعناصر الاضاءة والصورة والتوليف والمكساج وغيرها، فإن مخرجي التلفزيون يعتمدون على ما حققوه من نجاح خلال الاعوام الماضية، ما جعل مجرد وضع اسمائهم على اي عمل دلالة على نجاحه المسبق. وقد برهنوا ايضاً قدرتهم على التعامل مع النصوص الدرامية الطويلة، التي تصل في احيان كثيرة الى ثلاثين او اربعين حلقة. وهم قادرون ايضاً على التصوير بأكثر من كاميرا في وقت واحد، الامر الذي يساعدهم على انجاز معدلات تصوير يومية مرتفعة، في حين يعتمد مخرجو السينما على كاميرا واحدة ويضطرون الى تقطيع المشاهد الطويلة الى اشواط قصيرة. ويؤكد مخرجو السينما ان اتجاه أهل السينما الى التلفزيون ليس عن محبة او محاولة خلق حال ابداعية جديدة، بل يعود الى حال الافلاس التي اصابت السينما اخيراً واقتصارها على مواضيع كوميدية وشبابية، الامر الذي اضطر أهلها الى الاتجاه الى التلفزيون هرباً من البطالة. ويستند مخرجو التلفزيون في تفوقهم على السينمائيين، إلا ان تجربة بعض من اتجه الى الاخراج التلفزيوني منهم، لم تحقق النجاح المأمول وتعرضت الى انتقادات كبيرة سواء من الجمهور او النقاد او الصحافيين أو المسؤولين، والدليل ما حدث مع محمد راضي حين تولى في رمضان قبل الماضي اخراج مسلسل "الكومي" تأليف خيري شلبي. وعمر عبدالعزيز في مسلسل "حروف النصب" تأليف يسري الجندي. وابراهيم عفيفي في "الخيول" تأليف مدحت يوسف. ومحمد كامل القليوبي في "الابن الضال" تأليف سامي غنيم. وأيضاً مع مؤلفي السينما الذين كتبوا للتلفزيون ومنهم بشير الديك الذي تعرض الى هجوم شديد بعدما تولى كتابة مسسل "الحفار" من اخراج وفيق وجدي. و"قليل من الحب كثير من العنف" عن قصة فتحي غانم واخراج ابراهيم الصحن بعدما قدمه رأفت الميهي في فيلم سينمائي. ومصطفى محرم في اعماله الاخيرة وآخرها "العطار والسبع بنات" العام الماضي. ومن مخرجي السينما الذين تعرض اعمالهم في رمضان هذا العام محمد خان الذي نافس بفوازير "فرح فرح" لمدحت صالح وغادة عبدالرازق، ويترقب الجميع النتجية بحذر، خصوصاً ان الفوازير تعرضت الى انتقادات شديدة في الاعوام الاخيرة، الامر الذي جعل المسؤولين لا يفكرون فيها طوال العامين الماضيين الى جانب انها فقدت بريقها بموت اشهر مخرجيها فهمي عبدالحميد الذي تألق في اخراج الفوازير طوال اكثر من 15 عاما سواء مع ثلاثي اضواء المسرح او مع نيللي او سمير غانم او شريهان، كما ينافس علي عبدالخالق بمسلسل "نجمة الجماهير" لإلهام شاهين ومحمود قابيل. وعلى رغم ان الجميع يرددون انها تجربته التلفزيونية الاولى إلا انه قدم عام 1994 فوازير "دولا وامشير" لاحمد بدير ودلال عبدالعزيز الى احدى المحطات العربية ولم تحقق النجاح المأمول، وينافس خيري بشارة ب"مسألة مبدأ" ونادر جلال بمسلسل "آخر المشوار" وتأليف عاطف البكري الذي قدم للسينما "هارمونيكا" و"أرض أرض" كما قدم تجربة تلفزيونية ناجحة هي "خيال الظل" من اخراج يحيى العلمي، و"كفر عسكر" عن قصة احمد الشيخ وسيناريو وحوار بشير الديك، ويشارك احمد يحيى بفيلم "البنات" وعادل الاعصر ب"العمة نور" من تأليف محمود ابو زيد في اولى تجربة تلفزيونية له، ويشارك ابراهيم عفيفي ب"قصاقيص ورق" لنيللي وتأليف مجدي الجلاد. وعلى الطرف الآخر ينافس كبار المؤلفين والمخرجين في التلفزيون بالكثير من الاعمال القوية التي يراهنون على تفوقها، ومنها "كناريا وشركاه" للثنائي الناجح صاحب الباع الطويل من الاعمال الجيدة اسامة انور عكاشة واسماعيل عبدالحافظ و"الليل وآخره" لمحمد جلال عبدالقوي ورباب حسين و"رجل الاقدار" لسامي غنيم ووفيق وجدي و"قمر سبتمبر" لرضا الوكيل وأحمد توفيق و"ابيض × ابيض" لأسامة غازي وأحمد صقر الذي يتولى ايضاً اخراج "الطارق" من تأليف يسري الجندي و"ملك روحي" و"الحقيقة والسراب"، والعملان من اخراج مجدي ابو عميرة و"ادهم وزينات والبنات" من اخراج محمد فاضل و"ملفات سرية" لطارق بركات وخالد بهجت.