خطوات تطبيع العلاقة العراقية - الأردنية وإعادتها إلى مسارها الطبيعي الذي كانت عليه في عهد حكومة صدام حسين تسير ببطء "قاتل" بالنسبة إلى كثير من العراقيينوالأردنيين، خصوصاً التجار ورجال الأعمال منهم. وعلى رغم أن المسؤولين في البلدين يصرحون بأن الطريق سالكة، وأن خطوات كبيرة سيتم اتخاذها، مثل تدريب الأردن قوات الشرطة العراقية والعودة إلى العمل بالاتفاق النفطي بين البلدين الذي تمنح بغداد عمّان بموجبه حصة نفطية مجانية وحصة أخرى بأسعار تفضيلية، وكذلك شمول الشركات الأردنية بعقود إعادة الإعمار، إلا أن التوتر لا يزال يسود العلاقة على خلفية الاتهامات التي تبودلت بين زعيم حزب "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي الرئيس السابق لمجلس الحكم الانتقالي ومسؤولين أردنيين. الدخول إلى الأردن بالنسبة إلى العراقيين لا يزال معلقاً بشروط الحصول على إقامة سابقة أو وجود سمة إلى بلد ثالث مؤشرة على الجواز. وفيما عدا ذلك فهو متروك لرحمة رجال أمن الحدود الأردنيين. مصدر مسؤول في سلطة الحدود العراقية في مركز طريبيل توقع أن يخفف الأردن اجراءات عبور العراقيين إليه، خصوصاً بالنسبة إلى التجار ورجال الأعمال. وتحقق هذا فعلاً، ولكن على نطاق ضيق، إذ منحت سلطة الحدود الأردنية تصاريح دخول لعدد من العراقيين ولكن لمدة 72 ساعة فقط، فيما كانت تمنحهم قبل التوتر الأخير في العلاقة مدة أسبوعين قابلة للتجديد، وعبر، وفق هذا الترتيب، مئات العراقيين بعدما انتظر بعضهم ساعات طويلة مرهقة عند أسوار الحدود نظراً إلى بطء الاجراءات. وصرح مصدر موثوق بأن الخطوة الأردنية بفتح الحدود أمام العراقيين، في حال توسيعها، هي جزء من "اتفاق" لم يعلن عنه بين الحكومة الأردنية وزعيم حركة "الوفاق الوطني" العراقية اياد علاوي الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي، جرى الحديث عنه أثناء زيارة الأخير لعمّان، وان الاتفاق شمل التفاهم على تبادل المعلومات عن "العناصر الإرهابية" ونشاطاتها عبر البلدين. كما شمل إمكان اتخاذ اجراء استعادة أموال هربها مسؤولون في العهد السابق إلى الأردن وتقدر بملايين الدولارات، وإعادة عناصر عراقية متهمة بالسرقة موجودة الآن في الأردن. وقال تاجر أردني عائد إلى بلاده من بغداد، إن رجال الأعمال الأردنيين يطمحون إلى استعادة دورهم في العراق الذي فقدوه بعد زوال النظام السابق، كما يريدون أن يكون لهم اسهامهم في عملية إعادة الاعمار، ويأملون بأن تعمل حكومتهم للتوصل مع بغداد إلى اتفاق يشمل كل القضايا المعلقة، ويجعل من التوتر الحالي في العلاقة "سحابة صيف".