يرى الناشطون المعارضون للحرب الذين سيتظاهرون اليوم في واشنطن وسان فرانسيسكو للمطالبة برحيل القوات الاميركية من العراق، ان مواقفهم تتطابق مع آراء الرأي العام الذي يزداد قلقاً. وتوقعت ليسلي كاغان المنسقة الوطنية لمنظمة "المتحدين من اجل السلام والعدالة" يونايتد فور بيس اند جاستيس اشتراك "عشرات الآلاف في المسيرة سيأتون من 140 مدينة. وستكون اكبر تظاهرة معارضة للحرب منذ اعلان الرئيس جورج انتهاء العمليات الاساسية في العراق". وسيسير المتظاهرون حول البيت الابيض ووزارة العدل وهم يرفعون لافتات كتب عليها "أعيدوا القوات الآن" و"انهوا احتلال العراق". ودانت منظمة "التحرك الآن لوقف الحرب وانهاء العنصرية" انسر "إنفاق الولاياتالمتحدة اربعة بلايين دولار شهرياً على احتلال العراق". وقالت: "تذكروا هذه الارقام عندما يقولون ان الاموال غير متوافرة للتعليم والصحة". وافادت دراسة نشر معهد "بيو" نتائجها الثلثاء ان 39 في المئة من الاميركيين يأملون بسحب القوات من العراق في اسرع وقت في مقابل 32 في المئة في ايلول سبتمبر. وأفادت هذه الدراسة التي جرت بين 15 و19 تشرين الاول اكتوبر ان غالبية الاميركيين 58 في المئة يأملون ببقاء القوات حتى اقامة حكومة عراقية مستقرة. واكد برايان بيكر المسؤول في منظمة "انسر" انه "قد لا يكون الوضع في العراق مشابهاً لما كان الوضع عليه في فيتنام لكننا نسير بسرعة في هذا الاتجاه. وكما حدث خلال حرب فيتنام يمكن للحركة المعارضة للحرب ان تلعب دوراً سياسياً حاسماً من اجل التوصل الى الانسحاب الاميركي". ودعت جمعيات اخرى تمثل السود والمسلمين وعائلات العسكريين، الى المشاركة في هذه التظاهرة. واكد ستيفان كليغهورن من جمعية "أسر العسكريين تتكلم" انهم "لا يستطيعون التكلم لذلك علينا التظاهر". وابنه جون حالياً مع الجيش الاميركي في بغداد. وقال: "تحدثت الى زوجته منذ ايام. انه يقوم بأعباء كثيرة ولم يعد مهتماً بحياته الشخصية. قال لها ان معنويات الجنود سيئة جداً في العراق". واختار المنظمون موعد 25 تشرين الاول ذكرى مرور سنتين على صدور قانون مكافحة الارهاب الذي أقرته الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول 2001. وقال مهدي براي من مؤسسة جمعية حرية المسلمين الاميركيين: "هناك حرب في بلادنا ضد المسلمين. الحرب ضد الارهاب موجهة خصوصاً ضد المسلمين". وشكك بيتر كوزنيك استاذ التاريخ في الجامعة الاميركية في واشنطن في ان يكون للتظاهرة اليوم تأثير كبير. وقال: "لا ارى ان هناك استعداداً كبيراً في البلاد للتظاهرات وان كان هناك قلق كبير حيال العراق". وكان 30 الف شخص شاركوا في التظاهرة الوطنية الاخيرة التي نظمت في واشنطن ضد الحرب على العراق في 12 نيسان ابريل حسب المنظمين، وهو عدد اقل بكثير من مئات الآلاف الذين قاموا بمسيرة في منتصف آذار مارس قبل اندلاع الحرب.