تتحول غالبية شوارع العاصمة اللبنانيةبيروت اليوم إلى "جزيرة رياضية" لمناسبة إقامة "ماراتون بيروت الدولي" الذي يحشد 5972 عداءة وعداء من 49 دولة بينهم 1175 يخوضون السباق الكلاسيكي البالغة مسافته 195،42 كلم، ويتقدمهم 35 من المشاركين النخبة أصحاب الإنجازات والأرقام عالمياً. وإذا كان السباق جذاباً من الناحية المالية إذ تبلغ جوائزه النقدية 150 ألف دولار لمختلف الفئات، فإن الأهداف الاجتماعية والإنسانية تبقى في طليعة المزايا التي أسست لهذا الحدث الحلم الذي أطلقته "جمعية بيروت ماراتون" برئاسة مي فيصل الخليل... وها هو يتعدى سريعاً "مرحلة الحضانة" ليصبح كبيراً منذ سنته الأولى. تحتفي "شرايين" بيروت اليوم بسباق الماراتون الدولي الأول من نوعه من ناحية الأنشطة المنوعة المواكبة والتي بدأت منذ الأربعاء الماضي بافتتاح "القرية الماراتونية" في وسط العاصمة. مهرجان رياضي في الهواء الطلق يخترق شوارع داخلية عدة في مناطق شعبية ذات كثافة سكانية عالية في العاصمة وبعض ضواحيها القريبة، من باب إظهار اهتمام السكان بالعدائين المشاركين لا سيما الدوليين منهم وتقريبهم من رياضتي الجري والمشي المفيدتين للجميع. وقد جندت الفاعليات والبلديات إمكاناتها وطاقاتها للمناسبة ما يعكس الجهود التي بذلت على الأصعدة كافة، وجسدت معنى الأحداث الرياضية الكبيرة ذات الأبعاد الإنسانية والاجتماعية. وإذا كان سكان المناطق التي سيمر فيها السباق سيضطرون للبقاء في منازلهم طويلاً نظراً لإقفال الشوارع والمسارب المؤدية إلى مناطق وأماكن أخرى، فلا شك في أنهم سيستمتعون في مناسبة غير مسبوقة وسيشاركون في توفير وسائل الدعم والتشجيع على طريقتهم الخاصة. وتتفاعل بهجة المواطنين أكثر مع الفرصة الإنمائية التي وفرها الماراتون، فبعض الطرقات مثل الشارع الرئيس في منطقة فرن الشباك لم تشهد تأهيلاً وتعبيداً كاملين منذ عقود طويلة، وجاءت المناسبة لتسريع ورش تطويرها فانتهت سريعاً وقبل الوقت المحدد "كرمى لعيني السباق"، وكانت "جمعية ماراتون بيروت" رفعت من وتيرة التحضيرات وحملات الترويج للسباق منذ أشهر عدة، لا سيما في ما يتعلق بالعمل التطوعي والأهداف النبيلة ما جعل المناسبة تأخذ أبعاداً عدة، وتصبح على غرار السباقات العالمية العريقة حيث تكون المشاركة المتنوعة فيها لغايات سامية تأكيداً للتعاون الإنساني والمساعدة. من هنا فإن أكثر من سبع هيئات وجمعيات ستستفيد من الأهداف التي وضعتها الجمعية، فضلاً عن التعاون المشترك مع برنامج تطوير الموارد البشرية للأمم المتحدة ضمن "برنامج الشباب والمجتمع". ومن البارز في هذا السباق مشاركة 55 شخصاً من الناجين من ألغام الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بينهم سبعة من المكفوفين و114 معوقاً. أرقام والإعداد اللوجستي للسباق تتطلب إنجاز 5600 ميدالية تذكارية وحقيبة حاجات وتصنيع 9892 متراً من الحواجز الحديد و"تشريط" الطريق ب62 ألف متر من "العوازل اللاصقة" ونصب 160 ألف علم وراية، ونفخ 138 ألف بالون لإطلاقها في الفضاء... ولبّى نداء المساعدة 1500 متطوع، علماً أن عدد أفراد "الكتيبة" العاملة اليوم ميدانياً يبلغ 3600 شخص. وفي إطار الإحصاءات الأولى، يصنف السباق في المركز السابع عالمياً من ناحية الجوائز المالية، و"الأغلى" لفئة الكراسي المتحركة وفئة الميني ماراتون و"المشاركين المحليين"، وأول سباق "يدمج" أنشطته مع برامج الأممالمتحدة. وفي السياق ذاته، سيشارك في فاعليات السباق ميدانياً عدد من النواب والوزراء والشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والفنية والديبلوماسية، يتقدمهم الممثل الدائم للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ستيفان دي ميستورا. وأسهمت مجموعة من الفنانين والمغنين أمثال يوري مرقدي وغي مانوكيان ونانسي عجرم وهيفاء وهبي وزين العمر ودينا حايك وجو أشقر والشاعر الياس ناصر في تسجيل أغنية "إلحقني" التي صورت "فيديو كليب" ترويجاً للماراتون.