إنطلقت في تونس الدورة العاشرة من "أيام قرطاج المسرحية"، وسط جوّ من التعثّر والفوضى. ويخشى أهل المسرح العربي والجمهور التونسي على هذه التظاهرة من مخاطر التراجع التي بدأت علاماتها تظهر للعيان، شأنها في ذلك شأن معظم التظاهرات التي نظمتها وزارة الثقافة التونسية في الآونة الأخيرة، نتيجة طغيان الارتجال وغياب تصور للعمل الثقافي. وكان مدير الدورة الحالية الممثل التونسي هشام رستم لفت الأنظار بعصبيته في المؤتمر الصحافي المخصص لتقديم البرنامج. واستغرب الاعلاميون العدائية التي طغت على ردوده العنيفة، ما جعلهم يقاطعونه وينسحبون من المؤتمر. وسارع هشام رستم إلى الاعتذار، معلناً أنه والمجموعة المرافقة له يعملون في ظروف قاسية وصعبة للغاية، حتّى انّ ادارة المهرجان لم تحصل على جهاز فاكس وخطوط هاتف إلا قبل أيّام! كما كشف أن الصبغة الرسمية للمهرجان وضعف الميزانية المخصصة له رفض الكشف عنها وقفا حائلاً دون محاولات التطوير. وأكّد أن البرمجة محكومة بالامكانات. ومن المشكلات التي طرحها تضاؤل أماكن العرض، بسبب اغلاق عدد من المسارح، مثل مدار قرطاج، وابن رشيق، والحسين بوزيان... ما اضطره الى الاستنجاد بقاعة سينما الكابيتول. وجاء الملف الصحافي مليئاً بمعلومات خاطئة، وخالياً من المعلومات المهمة مثل التعريف بالأعمال المشاركة، في المسابقة الرسمية على الأقل. كما أن برنامج الدورة لا يزال غير جاهز وموقع الإنترنت لم ينطلق، "مع انّه جاهز منذ اسبوعين، لكن الجهات الرسمية المسؤولة وراء عدم تشغيله لأسباب أجهلها". وستقدّم "أيّام قرطاج" في هذا المناخ قرابة 60 عملاً مسرحياً تتوزع على المسابقة الرسمية، وبانوراما المسرح التونسي والابداعات المعاصرة وفنون الشارع التي ستقدم في الشارع الرئيسي للعاصمة تونس. وتشارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة أعمال من دول عربية وافريقية هي: تونس، لبنان، الجزائر، المغرب، مصر، فلسطين، سورية، السعودية، الأردن، السنغال، الكاميرون، بوركينافاسو. وراهن المهرجان على إقصاء المسرحيين الذين لا ينتمون إلى جيل الشباب، ما أفقده جزءاً من أهميته. وتتكون لجنة التحكيم من أسماء غير معروفة في علم المسرح بدءاً برئيسها التونسي وحيد السعفي. وستكرم مجموعة من المسرحيين الجزائريين، اضافة الى التونسي الحبيب إشبيل والفلسطينية سامية البكري والكاميروني امبرواز امبيا. ويحتفل المهرجان بمرور عشرين سنة على تأسيسه، وفي هذه المناسبة يقام معرض صور عن التظاهرة منذ انطلاقها. وتسجل هذه الدورة غياب الأعمال المسرحية العراقية لأول مرة، على رغم حضور عدد من الضيوف العراقيين مثل ماجد السامرائي ومحمد سيف وعوني كرومي وشذى سالم.