يكشف واقع سوق النفط الدولية "عدم واقعية" الاشارة الروسية، التي وردت في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس فلاديمير بوتين مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر صباح أمس، الى إمكان استخدام اليورو في تسعير مبيعات النفط والغاز بدلاً من تسعير النفط المتبع حالياً بالدولار. ويتمثل السبب الاول بأن الاحتياط الروسي لا يتجاوز 48 بليون برميل مقارنة مع الاحتياط النفطي المثبت لدول الشرق الاوسط البالغ 683.5 بليون برميل اي اكثر من نصف الاحتياط الدولي المثبت المقدر بنحو 1028 بليون برميل. والثاني ان الواقع السياسي للدول المنتجة والمصدرة الكبرى، التي ترتبط عملاتها بالدولار، لا تحبذ التحول في تسعير النفط الى اليورو أو سلة عملات مركبة. والسبب الثالث والأهم ان الولاياتالمتحدة لا تزال حتى الآن أكبر الاسواق المستهلكة للنفط في العالم وهي ستضطر إلى تأمين أكثر من ثلثي إحتياجاتها 68 في المئة منها من الخارج وتحديداً من دول "اوبك" بحلول سنة 2025 بالمقارنة مع 55 في المئة السنة الماضية و42 في المئة سنة 1990 راجع ص13. وقفزت اسعار النفط الخام العالمية اكثر من دولار امس، اذ أثار نقص في مخزونات زيت التدفئة على جانبي الاطلسي مخاوف في شان كفاية امدادات المعروض، مع قرب الشتاء في نصف الكرة الشمالي، خصوصا اذا كان قارسا. وفي بورصة النفط الدولية في لندن ارتفعت اسعار العقود الاجلة لمزيج نفط خام برنت لشهر تشرين الثاني نوفمبر اكثر من دولار او 5ر3 في المئة الى حوالي 30 دولارا للبرميل. وفي بورصة نيويورك التجارية نايمكس قفز سعر العقود الاجلة للنفط الخام الاميركي الخفيف للشهر ذاته 81 سنتا الى 62ر30 دولار للبرميل منخفضا قليلا عن اعلى مستوى له خلال النهار، وهو 65ر30 دولار للبرميل.